محمد حسونه
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدن ومخيمات الضفة الغربية، الذي امتد إلى طولكرم وطوباس، ضمن حملة بدأت الشهر الماضي على جنين ومخيمها.
يشهد مخيم نور شمس شرقي مدينة طولكرم موجة نزوح واسعة وأزمة إنسانية متفاقمة، مع دخول العملية العسكرية اليوم الثالث على التوالي.
وفاقم من الأزمة الإنسانية إجبار قوات الاحتلال لسكان المخيم على النزوح من منازلهم قسرا، وسط تصعيد عسكري أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، إضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية والممتلكات.
وقالت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم نور شمس إن الأوضاع داخل المخيم «صعبة للغاية»، إذ وصلت قوات الاحتلال لأجزاء واسعة من حارات المخيم وهي تداهم المنازل بتفجير أبوابها وسكانها داخلها وتجبرهم على مغادرتها بالتهديد.
وأوضحت اللجنة أن حركة النزوح الكبيرة تضم غالبية من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى في حارات المسلخ، والمنشية، وجبل الصالحين، وجبل النصر.
وفي تصريحات للغد، أعلنت لجنة الطوارئ في مخيم نور شمس أن نصف سكان المخيم نزحوا فيما دمر الاحتلال 200 منزل بشكل كامل و120 منزلا جزئيا.
ثكنات في المنازل
يواصل جيش الاحتلال عدوانه على مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية وسط تحويل عدد كبير من المنازل إلى ثكنات عسكرية بعد تفريغ وتهجير غالبية سكانه.
ويدخل العدوان على مخيم طولكرم اليوم السادس عشر على التوالي حيث أسفر عن نزوح أكثر من 11 ألف فلسطيني واستشهاد 5 فلسطينيين، فيمَا شن جيش الاحتلال عمليات تدمير غير مسبوقة طالت مئات المنازل بشكل جزئي وأخرى بتدميرها بشكل كامل.
وذكرت لجنة خدمات مخيم طولكرم للغد أن الاحتلال دمر بشكل كامل المنظومة الشاملة للبنية التحتية من طرقات وشبكات للمياه والكهرباء إلى جانب تغيير معالم المخيم عبر عمليات الهدم والتجريف الواسعة.
وأفاد مراسل الغد بأن جيش الاحتلال انسحب من عدة بنايات سكنية ومنشآت تجارية في محيط مستشفى طولكرم الحكومي بعد السيطرة عليها وتحويله لمركز قيادة عسكري.
بدورها، قالت كتائب القسام-كتيبة طولكرم، في بيان عسكري إن مقاتليها برفقة سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى تمكنوا من استهداف قوة راجلة في كمين بحارة المنشية بمخيم نور شمس أعقبه استهداف قوة النجدة التي تقدمت إلى المنطقة.
وفي بيان منفصل آخر، قالت كتائب شهداء الأقصى وكتيبة طولكرم سرايا القدس إن المقاتلين تمكنوا من استهداف قوة مشاة متحصنة داخل منزل بمحيط مخيم طولكرم بوابل من الرصاص، محققين إصابات مباشرة.
نزوح في الضفة الغربية
وفي مخيم الفارعة جنوبي طوباس أفادت لجنة خدمات المخيم مراسل الغد بأن عدد النازحين بلغ 3 آلاف نازح تم توزيعهم على 5 مراكز إيواء في مناطق وادي الفارعة ومدينة طوباس وعقابا شمالاً.
ويواصل جيش الاحتلال لليوم العاشر على التوالي العدوان على مخيم الفارعة وسط فرض طوق أمني محكم وانتشار لقناصة الاحتلال وتمركز للفرق الهندسية.
وأفاد مراسل الغد بأن جيش الاحتلال قلص من قواته الراجلة داخل مخيم الفارعة مع استمرار عملية الاقتحام حيث تم رصد عشرة حافلات عملت على سحب نحو 500 جندي إسرائيلي باتجاه المعسكرات المحيطة بمدينة طوباس.
بدورها، قالت مديرية التربية والتعليم في مدينة طوباس إن جيش الاحتلال اقتحم مقر رياض أطفال مخيم الفارعة ودمر محتوياتها وعزلها عن خدمة أكثر من 120 طفلاً.
وفي بلدة طمون جنوبي طوباس اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلاً لعائلة شاب مطلوب واعتقل والده قبل أن ينسحب بهدف الضغط عليه لتسليم نفسه.
وشنت إسرائيل حملة عدوان على الضفة الغربية، بدأت بمدينة جنين ومخيمها الشهر الماضي، ثم امتدت إلى مناطق أخرى، حيث تعمدت تدمير البنية التحتية ونسف المنازل وتهجير المدنيين من ديارهم. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن العشرات من الفلسطينيين استشهدوا جراء العدوان العسكري على الضفة الغربية المحتلة.