مقالات

صن لسانك عن الشر وشفتيك عن التكلم بالغش

كتب-د. صالح العطوان الحيالي

أصدقاءً اثنين يعيشون في الريف ، يتعاونون بينهم في السراء والضراء وفي يوم من الأيام ،ثار فلاح على صديقه وقذفه بكلمة جارحة ، وعندما ذهب إلى منزله هدأت أعصابه وبدأ يفكر بإتزان :” كيف خرجت هذه الكلمة من فمي ؟! أقوم وأعتذر لصديقي”.

بالفعل عاد الفلاح إلى صديقه ، وفي خجل شديد قال له ” “أسف فقد خرجت هذه الكلمة عفوا مني، اغفر لي!”.

قبل الصديق إعتذاره ، لكن عاد الفلاح ونفسه مُرة ، كيف تخرج مثل هذه الكلمة من فمه ، وإذ لم يسترح قلبه لما فعله التقي بكاهن القرية واعترف بما ارتكبه ، قائلا له :”أريد يا أبي أن تستريح نفسي ، فإني غير مصدق أن هذه الكلمة خرجت من فمي!”.

قال له أبوه الروحي :”إن أردت أن تستريح إملأ جعبتك بريش الطيور ، واعبر على كل بيوت القرية ، وضع ريشة أمام كل منزل”.

في طاعة كاملة نفذ الفلاح ما قيل له ، ثم عاد إلى أبيه الروحي متهللا ، فقد أطاع ! قال له الأب الكاهن ، “إذهب اجمع الريش من أمام الأبواب”.

عاد الفلاح ليجمع الريش فوجد الرياح قد حملت الريش ، ولم يجد إلا القليل جدا أمام الأبواب ، فعاد حزينا ..عندئذ قال له الأب الكاهن: “كل كلمة تنطق بها أشبه بريشه تضعها أمام بيت أخيك.

ما أسهل أن تفعل هذا ؟! لكن ما أصعب أن ترد الكلمات إلى فمك لتحسب نفسك كأنك لم تنطق بها ! و لهذا في كل صباح نرفع قلوبنا لله يا ولدي و نصرخ مع المرتل : “ضع يا رب حافظا لفمي ، وباباً حصينا لشفتي “

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى