كتب – د.صالح العطوان الحيالي
السبع من يكبر .. تقشمره الواوية، من الأمثال التي تضرب على ألسنة الحيوانات، يضرب للشخص الذى تزول عنه قوته وشدّته ، ويفارقه بأسه ويذهب عنه سلطانه وجاهه ، فيتجرأ عليه السفهاء ، وتستخف به الرعاع والأوباش ، ويتطاول عليه السفلة والتافهون، والسبع هنا يعني الأسد.
أصل المثل :
كان الأسد يعيش في إحدى الغابات عيشة سعيدة ، راضية ، هانئة ،وكان يلازمه الثعلب ،والثعلب باللهجة العامية يسمى «واوي» يخدمه ويقضي حوائجه ، ويقتات على ما يفضل من طعام الأسد مما يصيده من حيوانات الغابة ، حتى مضى على ذلك وقت طويل ، أسنّ اي كبر خلاله الأسد وأصابه الهرم والضعف ، فلم يعد قادرا على الصيد ، كما كان يفعل في أيام قوته وفتوّته ،وفي ذات يوم أصبح الأسد جائعا لعدم تمكنه من الصيد ، فجاع الثعلب لجوعه ، فلما أضحى النهار لم ير الثعلب بدّا من أن يخرج فيبحث عن الطعام بنفسه وإلاّ مات جوعا ، فرأى غزالا كبيرا سمينا ، يرد الماء في ناحية من الغابة،فعاد إلى الأسد مسرعا ، وقال له : «أيها الملك،لقد وجدت غزالا كبيرا سمينا يرد الماء في طرف الغابة ،وسأذهب لآتيك به، فاحرص على ألاّ يفلت منك ».
فاستعدّ الأسد للقاء الغزال ، وذهب الثعلب إلى الغزال ، فقال له : “أسعدت صباحا أيها الغزال الجميل ، أراك ترد الماء هنا ،وقد تركت وراءك تلك المزرعة الكبيرة التي تحتوي على ما لذ وطاب من أنواع الخضر الطرية ، وأصناف الفاكهة الشهية ، ولابد أنك جائع كما أنت ظمآن فلماذا لا تتفضل فتأتي معي إلى تلك المزرعة ، فتصيب مما فيها من الخضر والفاكهة ، تأكل منها ما تشاء ، وتأخذ منها معك لعشائك “.
فسأله الغزال : ” وأين هي تلك المزرعة أيها الأخ الشفيق الناصح ؟ فقال ا لثعلب : ” إتبعني لأدلك عليها ” فتبعه الغزال ، فقاده الثعلب إلى حيث يكمن الأسد . فلما اقترب الغزال من مكمن الأسد ، وثب عليه الأسد وثبة سريعة ، وضربه ضربة شديدة قضى بها عليه ،ثم قال للثعلب : ” لابد من غسل اليدين قبل الطعام ، فاجلس هنا لتحرس الغزال ، حتى أذهب فاغسل يديّ ، وإياك أن تقترب منه أثناء غيابي” ولما ذهب الأسد عمد ا لثعلب إلى الغزال ، فأكل لسانه ، وأذنيه ، وقلبه ، ودماغه ،ثم جلس في مكانه، عادالأسد بعد ذلك ، فسأل الثعلب: أين لسان الغزال؟ فقال الثعلب : “مولانا الملك ، لعله كان أخرس ” فسأله : وأين أذناه ؟ فقال : ” لعله كان أصمّ “، فقال : وأين قلبه ؟ فقال : ” لعله كان أعمى القلب” فسأله : وأين دماغه ؟، فقال الثعلب : “مولانا الملك ،لو كان لهذا الغزال دماغ ، أكان يصدّق ما قلته له عن وجود مزرعة كبيرة تحوي أصناف الخضر وأنواع الفاكهة ، وهو يعلم أننا نعيش في ناحية من الغابة الجرداء ، لا ماء فيها ولا شجر ) فقال الأسد : ولك أبو الويو ، دتشوف اشلون دتقشمرني ” ، لو جنت بأيام شبابي وقوتي ، جان تجسّرت وقشمرتني ثم هجم عليه ، وقبض على عنقه ، ولم يتركه حتى أصبح جثة هامدة ،ثم ذاع ذلك الحديث بين الناس .
فقالوا فيه:«السبع لمّا يشيب .. تقشمره الواوية »،وذهب ذلك القول مثلا.
أقرأ التالي
2025-04-07
غادة جبارة: شرف لنا جميعا أن تكون الدورة الأولى من مهرجان الفضاءات المسرحية باسم «أشرف زكي»
2025-03-20
24 مارس موعد المؤتمر الصحفي للدورة الأولى من مهرجان «الفضاءات المسرحية المتعددة»
2025-03-20
مشيرة موسى تكتب ” يسلم ليد ماما “
2025-03-12
بالصور.. الإجتماع الأول للجنة العليا لمهرجان «الفضاءات المسرحية المتعددة»
2025-03-09
الصحابى الجليل «جليبيب» رضى الله عنه
2025-03-08
مسار إجباري يُشعل أجواء “خيمة حكايتنا حلوة” في هايد بارك بأجمل أغانيه
2025-03-06
مدفع الإفطار.. كيف ارتبط بشهر رمضان
2025-03-05
قناة القاهرة والناس والإعلامي السعودي الدكتور وليد الكلش يوقعان عقد برنامج “بزنس مع الدكتور وليد”
2025-03-05
قطايف رمضان…قصة وتاريخ اختراعها
2025-03-03
من الأمثال الشعبية : ” صفت لشعيط ومعيط وجرار الخيط”
زر الذهاب إلى الأعلى