كتب – صالح العطوان الحيالي
عبدالله بن أبي سرح ، أسلم مبكرا وكان كاتب الوحي ثم ارتد ومن ثم أسلم في فتح مكة وحسن إسلامه فمن هو عبدالله بن ابي سرح وما هي قصته؟
عبد الله بن سعد بن أبى السرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش ، العامري القرشي.
أسلم عبد الله بن أبى السرح أول مرة قبل صلح الحديبية وكان حسِن الإسلام وموضع ثقة النبى, وأناط له النبى صلى الله عليه وسلم مهمة كتابة الوحي مع عدد من الصحابة الكتاب.
شك عبد الله في نبوة مُحمد فأستغل ثقة النبى به والمكانة التي وضعه النبى فيها بشكل سئ، فقام بتحريف الوحى أثناء كتابته، فكان النبى إذا أملى عليه (إن الله كان سميعاً عليماً) يكتُبها عبد الله (إن الله كان عليماً حكيماً) ولما لم يكتشف النبى ذلك التحريف،شك عبد الله في نبوة مُحمد وترك المدينة المنورة هارباً سراً إلى مكة ليلاً، وعند وصوله إلى مكة أعلن عودته إلى ديانة العرب وأنه اكتشف كذب نبوة مُحمد وروى قصته مع تحريف القرآن .
في السنة الثامنة للهجرة، كان فتح مكة وكان هُناك أحد عشر شخصاً (ثمانية رجال وثلاث سيدات) أمر النبى بقتلهِم ولو وجودوا مُتعلقين بأستار الكعبة، وكان عبد الله منهُم، ولم يُقتلوا جميعاً وإنما قُتل بعضهم وعفى عن بعضهم بعد أن توسط لهم أقاربهم ومعارفهم وأشقائهم وأزواجهم لدى النبى صلى الله عليه وسلم، وكان عبد الله بن أبى السرح ممن عُفي عنهم، وكان شقيق عثمان بن عفان في الرضاعة، فأختبأ في منزله – أى منزل عُثمان – ولما وجده عُثمان قال له عبد الله، يا أخى إنى والله أخترتُك فأحتسبنى ها هنا وإذهب إلى مُحمد وكلمه في أمرى، فإن محمداً إن رآنى ضرب الذي فيه عيناى إن جُرمى أعظم الجُرم وقد جئت تائباً فقال له عُثمان بل تذهب معى، فقال عبد الله والله لئن رآنى لـ يضرب عُنقى ولا يناظرنى، فقد أهدر دمى وأصحابه يطلبوننى في كل موضع، فقال له عُثمان بل تنطلق معى ولا يقتُلك إن شاء الله، فلم يرع النبى إلا بـ عثمان أخذ بيد عبد الله بن سعد بن أبى السرح واقفين بين يديه فأقبل عُثمان على النبى فقال يا رسول الله إن أمه كانت تحملنى وتمشيه وترضعنى وتقطعه وكانت تلطفنى وتتركه فهبه لى فأعرض عنهُ النبى وجعل عُثمان كلما أعرض عنه رسول الله بوجهه أستقبله فيعيد عليه هذا الكلام فإنما أعرض عن النبى، إراد أن يقوم رجُل فـيضرب عُنقه لأنه لم يؤمنه فلما رأى ألا يُقدم أحداً، وعُثمان قد أكب على رسول الله يُقبل رأسه وهو يقول يا رسول الله، تُبايعه، فداك أبى وأمى يا رسول الله، فداك أبى وأمى يا رسول الله، تُبايعه، فداك أبى وأمى يا رسول الله…، فقال رسول الله نعم، وبعد رحيلهما إلتفت إلى أصحابه وقال ما منعكم أن يقوم أحدكم إلى هذا فيقتُله ؟ فقال عباد بن بشر ألا أومأت إلي يا رسول الله ؟ فـ والذي بعثك بالحق إنى لأتبع طرفك من كل ناحية رجاء أن تشير إلي فـ أضرب عُنقه فقال النبى أنهُ لا يجوز له أن يكون خائن الأعيُن وهكذا عاد عبد الله بن أبى السرح إلى مُجتمع الإسلام بعد وساطة عُثمان بن عفان له لدى النبى ويذكُر الرواة أن إسلامُه قد حسن بعد ذلك وإن كان ما نقلوه لنا عنُه – خاصة صراعه مع ابن العاص وما فعله بـ مصر بعد أن تخلص من عمرو بن العاص واليها – لا يؤكد ذلك.
شارك عبد الله في الفتوح بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه، وولاه عثمان بن عفان بزمن خلافته إمارة الصعيد، ثم ولي مصر بعدها في سنة 27هـ، وفي مدة ولايته فتح فتوحاً عظيمة في بلاد النوبة والسودان سنة 31 من الهجرة، وعقد عهداً بينه وبين ملك النوبة بأن يؤمَّن التجار ويحافَظ على المسجد الذي بناه المسلمون في دنقلة.
تولى بناء وقيادة الاسطول الإسلامي في معركة ذات الصواري. وانتصر على البيزنطيين وأغرق 900 سفينة من اسطول قنسطنس الثاني. كما غزا إفريقية عدة مرات سنة 31هـ، و 33هـ حتى بلغ تونس.
وبعد استشهاد عثمان اعتزل عبد الله السياسة ونجا بنفسه من الفتنة، وخرج إلى عسقلان فظل فيها عابداً حتى توفي بها سنة 37هـ ، وهناك رواية أخرى تذكر وفاة عبد الله ابن ابي السرح، ودفنه بمدينة أوجلة في ليبيا.
المصادر:
الاستيعاب لابن عبد البر.
الطبقات لابن سعد.
المستدرك للحاكم.
سير اعلام النبلاء للذهبي.
أقرأ التالي
2025-04-14
العقل الأزرق: درعك الخفي في زمن الغرق الرقمي!
2025-04-13
التأثيرات الإجتماعية والأخلاقية للحضارة الإسلامية علي أوربا
2025-04-12
أساليب التربية السليمة والفرق بين التربية والرعاية
2025-04-11
منطقة آثار الهرم مابين الحفاظ على الآثار والإستثمار
2025-04-10
التحركات المصرية من أجل غزة
2025-04-10
مشيرة موسى تكتب ” دخلونى جمعية “
2025-04-07
المقداد بن الأسود رضي الله عنه .. أول من عدا به فرسه في الإسلام
2025-04-06
الفصاحة والبلاغة
2025-04-06
تعرف على أشهر قرية نوبية بأسوان
زر الذهاب إلى الأعلى