كتب:خالدعبدالحميدمصطفى
في زمن تموج فيه المنطقة بالحروب العسكرية، والصراعات الإقتصادية، والمؤامرات الإقليمية والدولية، برزت مصر بقيادتها الحكيمة كصوت عاقل وسط صخب الفوضى. وفي قلب هذا المشهد الصعب، يقف الرئيس عبد الفتاح السيسي حاملاً على عاتقه مسؤولية حماية الدولة المصرية، والعبور بها نحو برّ الأمان، متسلحاً بحنكة سياسية نادرة، وبشعب بات يُدرك حجم التحديات، ويُقدّر ثبات القيادة في وجه العواصف.
حنكة الزعيم في إدارة الملف الخارجي”
أثبت الرئيس السيسي قدرة فائقة على التعامل مع الملفات الخارجية المعقدة، وفي مقدمتها ملف الحرب على غزة ومحاولة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أول إلى أي مكان ، وهي الخطة التي سعت بعض القوى الغربية إلى تمريرها كحل لأزمة الإحتلال، وعلى رأس هذه القوى الولايات المتحدة الأمريكية.
إلا أن الرئيس المصري واجه هذا المخطط منفرداً، وبكل حزم، مؤكداً في كل المحافل الدولية أن سيناء أرض مصرية مقدسة لا تقبل المساومة، وأن القضية الفلسطينية تُحل في أرضها، وليس على حساب أمن مصر القومي، أو على حساب تهجير أهلها.
وفي مشهد نادر في العلاقات الدولية، وقف السيسي أمام الضغط الأمريكي والغربي، مدافعاً عن حدود الوطن، ورافضاً المساس بسيادته، الأمر الذي أعاد لمصر هيبتها الإقليمية، ورسّخ مكانتها كدولة ذات قرار مستقل لا يُملى عليها من الخارج.
التحديات الإقتصادية ووعي الشعب”
ورغم كل ذلك، لم تكن الساحة الداخلية هادئة؛ فقد عانى المواطن المصري خلال السنوات الأخيرة من أزمات إقتصادية حادة، كان من أبرز تجلياتها التضخم، وإرتفاع الأسعار، وزيادة أعباء المعيشة اليومية. وهي أمور أثارت إستياء شريحة كبيرة من المواطنين، خاصة من الطبقة المتوسطة والضعيفة.
لكن مع تصاعد التهديدات الخارجية، وإتضاح حجم الإستهداف المباشر لأمن مصر القومي، بدأ الوعي الشعبي يزداد بضرورة التكاتف خلف الدولة والقيادة، خاصة وأن ما يحدث في الإقليم ليس بعيداً عن حدود الوطن، وأن إستقرار الداخل لا ينفصل عن ما يُدار في الخارج.
السيسي بين الخارج والداخل… التوازن الصعب”
لم يُغفل الرئيس السيسي رغم كل ذلك الملف الداخلي، بل إستمر في مشروعه التنموي الطموح، من شبكات الطرق العملاقة، والمشروعات القومية، وتطوير البنية التحتية، إلى بناء مدن جديدة وتوسيع الرقعة العمرانية، وهو ما يعكس رؤية إستراتيجية طويلة المدى لبناء دولة قوية من الداخل، قادرة على الصمود أمام التحديات الخارجية.
هذا التوازن بين إدارة الملفات الخارجية المعقدة، والإهتمام بالتنمية الداخلية، أظهر شخصية قيادية تتمتع بصلابة في المواقف، ومرونة في التخطيط، مما زاد من ثقة المواطن العادي في زعيمه، وخلق حالة من الإصطفاف الشعبي خلف القيادة السياسية، خاصة في كل ما يتعلق بقرارات تمس أمن الوطن.
ختاماً” لقد أثبتت الأحداث أن مصر ليست دولة يمكن إخضاعها بالضغوط، ولا يمكن اللعب بأمنها تحت أي ظرف. والرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي واجه العالم بحنكة وحزم، وجد في شعبه دعماً غير محدود، إدراكاً من هذا الشعب أن المرحلة ليست عادية، وأن الوطن لا يُحمى إلا بوحدة صفه خلف قيادته.
وفي ظل عالم يتشكل من جديد، يبقى الشعب المصري وقيادته في صفٍ واحد، من أجل حماية الأرض، وصون السيادة، وتأمين المستقبل.
أقرأ التالي
2025-04-15
الإعلام الرقمي.. التحول الكبير وأدوار الصحفي في مواجهة تحديات المستقبل
2025-04-14
ثاليدومايد: الدواء الذي حوّل أرحام الأمهات إلى مقابر مشوهة
2025-04-14
عبدالله بن أبي السرح
2025-04-14
العقل الأزرق: درعك الخفي في زمن الغرق الرقمي!
2025-04-13
التأثيرات الإجتماعية والأخلاقية للحضارة الإسلامية علي أوربا
2025-04-12
أساليب التربية السليمة والفرق بين التربية والرعاية
2025-04-11
منطقة آثار الهرم مابين الحفاظ على الآثار والإستثمار
2025-04-10
التحركات المصرية من أجل غزة
زر الذهاب إلى الأعلى