مقالات

شتان بين حكام المسلمين بالأمس واليوم

كتب : صالح العطوان الحيالي 

هنا في هذه المقالة اقصد بها حكام المسلمين سابقا عندما كانت دولة الإسلام تحكم اكثر من نصف الكرة الأرضية وخاصة في زمن الخلافة الأموية والعثمانية وموضوعنا اليوم عن واحد من أشهر الخلفاء الامويين الذي اشتهر بالعدل الا وهو عمر بن عبد العزيز فهو الخليفة الزاهد العابد التقي النقي بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي القرشي ولد سنة ٦١هجرية في المدينة .تميزت خلافته بالعدل ورد المظالم وأعاد العمل بالشورى.

فوجئ أمير المؤمنين “عمر بن عبدالعزيز” رضي الله عنه بشكاوى من كل الأمصار المفتوحة (مصر – الشام – أفريقيا …) وكانت الشكوى من عدم وجود مكان لتخزين الخير والزكاة ، ويسألون: ماذا نفعل؟.

فيقول “عمر بن عبد العزيز” رضي الله عنه :
(أرسلوا منادياً ينادي في ديار الإسلام :
أيها الناس من كان عاملاً للدولة وليس له بيتٌ يسكنه فلْيُبْنَ له بيتٌ على حساب بيت مال المسلمين.
يا أيها الناس من كان عاملاً للدولة وليس له مركَبٌ يركبه ، فلْيُشْتَرَ له مركب على حساب بيت مال المسلمين.
يا أيها الناس من كان عليه دينٌ لا يستطيع قضاءه ، فقضاؤه على حساب بيت مال المسلمين.
يا أيها الناس من كان في سن الزواج ولم يتزوج ، فزواجه على حساب بيت مال المسلمين).
فتزوج الشباب الأعزب ، وأنقضى الدين عن المدينين ، وبني بيت لمن لا بيت له ،وصرف مركب لمن لا مركب له.
و لكن المفاجئة الاكبر في القصة هي أن الشكوى ما زالت مستمرة بعدم وجود أماكن لتخزين الأموال و الخيرات ..!!
فيرسل “عمر بن عبد العزيز” رضي الله عنه إلى ولاته: (عُودوا ببعض خيرنا على فقراء اليهود والنصارى حتى يسْتَكْفُوا).
فأُعطوا ، والشكوى ما زالت قائمة ، فقال: (وماذا أفعل؟! ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، خذوا بعض الحبوب وأنثروها على رؤوس الجبال فتأكل منه الطير وتشبع ،حتى لا يقول قائل:جاعت الطيور في بلاد المسلمين).
بالله عليكم هل سبق وإن سمعتم حضارة على مر العصور والأزمنة حدث فيها مثل ما حدث في عهد الخليفة “عمر بن عبدالعزيز” .

المصادر:
تاريخ الطبري.
ابن كثير.
ابن الاثير.
سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى