رسالة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لعامَّة المسلمين في مصر عند استخلافه

متابعة: صالح العطوان الحيالي

كتب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه رسالة الى عامة الناس بعد مبايعته بالخلافة هذه الرسالة تعد واحدة من أروع الرسائل التي يجب علينا أن نتخذها دليل عمل قائلاً فيها : “بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عليٍّ أمير المؤمنين إلى مَن بلغه كتابي هذا من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم، فإنّي أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو. أمَّا بَعْدُ، فإنَّ الله بحُسْنِ صُنْعِه وتقديره وتدبيره اختار الإسلام دينًا لنفسه وملائكته ورسله، وبعث به الرُّسل عليهم السلام إلى عباده، وخصَّ به مَن انْتَخَب مِن خَلْقِه، فكان ممَّا أكرم الله به هذه الأُمَّة، وخصَّهم به من الفضيلة أنْ بعث إليهم محمدًا ، فعلَّمهم الكتاب والحكمة والفرائض والسُّنَّة، لكيما يهتدوا، وجمعهم لكيما لا يتفرَّقوا، وزكَّاهم لكيما يتطهُّروا، ورفَّههم لكيما لا يجوروا، فلمَّا قضى من ذلك ما عليه قبضه الله صلوات الله عليه ورحمته وبركاته. ثم إنَّ المسلمين استخلفوا به أميرين صالحين، عَمِلا بالكتاب والسُّنَّة، وأَحْسَنَا السيرة، ولم يَعْدُوا السُّنَّة، ثم توفَّاهما الله ، ثم وُلِّيَ بعدهما والٍ فأحدث أحداثًا، فوجدت الأُمَّة عليه مقالاً فقالوا، ثم نَقِمُوا عليه فغيَّروا، ثم جاءوني فبايعوني، فأستهدي الله بالهدى، وأستعينه على التقوى، ألا وإنَّ لكم علينا العملَ بكتاب الله وسُنَّة رسوله ، والقيام عليكم بحقِّه والتنفيذ لسُنَّته، والنُّصح لكم بالغيب، والله المستعان، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وقد بعثت إليكم قيس بن سعد بن عُبَادة أميرًا، فوازروه وكانفوه ، وأعينوه على الحقِّ، وقد أَمَرْتُه بالإحسان إلى محسنكم، والشدَّة على مريبكم والرِّفق بعوامِّكم وخواصِّكم، وهو ممَّن أرضى هديَه، وأرجو صلاحه ونصيحته. أسأل الله لنا ولكم عملاً زاكيًّا، وثوابًا جزيلاً، ورحمة واسعة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

المصادر: 
نهج البلاغة.
الطبقات الكبرى
كتاب الولاية وكتاب القضاة الكندي
جامع الأصول لابن الأثير
الاستيعاب
تأريخ الرسل والملوك الطبري