تقارير

تزوير في اوراق رسمية لأشهر ملوك مصر

الخبير الأثري نصر سلامة

نشرت إحدي الصحف المصرية منذ أيام صورة ضوئية اطلقوا عليها جواز سفر الملك رمسيس الثاني، وذلك ليتمكن الملك من السفر الى فرنسا في رحلة علاجية عام ١٩٧٦.
هل حقا يوجد جواز سفر للملك رمسيس الثاني، وما هى تفاصيله وكيف نثبت انها مزورة.

الملك رمسيس الثاني:

يعـد الملـك (رمسـيس الثاني) (أوسر ماعت رع ستب إن رع) من أشـهر ملـوك الدولـة الحديثة، حيـث خلـف والـده الملـك (سـيتي الأول)، وأصبـح ملـكًا فـي سـن مـا بيـن الخامسـة والعشـرين والثلاثيـن مـن العمـر. وتمتـع بحكـم طويـل يصـل لنحو سـبعة وسـتين عامـًا، كما تـرك كمّـًا مهـولًا مـن الآثـار والنقـوش.
يعتبـر الملـك رمسـيس الثانـي مـن أعظـم محاربـي مصـر، فقـد سـجل أحـداث معركـة (قـادش) -التـي دارت فـي السـنة الخامسـة مـن حكمـه ضـد مملكـة (الحيثييـن)- علـى آثـار متعـددة. علـى الرغـم مـن أن النتيجـة الفعليـة للمعركـة كانـت تكافـؤ الكفتيـن، إلا أن الملـك كان فخـورا للغايـة بشـجاعته الشـخصية وبراعتـه العسـكرية، متفاخـرا بأنـه قـد أنقـذ مصـر بمفـرده مـن مصيـر الهزيمـة السـاحقة. وقـد اسـتمر فـي مناوشـات مـع (الحيثييـن) لسـنوات عديدة، لكنـه وقـع فـي النهايـة علـى معاهـدة سلام -الأولـى فـي التاريـخ- مـع ملكهـم، وتـزوج ابنتـه لإتمـام التحالـف الـذي أقامـه.
بنـى الملـك رمسـيس الثانـي معابـد فـي كل أنحـاء مصـر والنوبـة، ومـن أشـهر مشـاريعه الإنشـائية معبـد أبـي سـمبل، وجرف حسين، والدر، وبيت الوالي، والرامسـيوم، الى جانب إضافاتـه فـي معبـد الأقصـر، كمـا أسـس عاصمـة جديـدة وهـي (بـر رمسـيس) فـي الدلتـا. كمـا أقـام العديـد مـن التماثيـل الخاصـة بـه.
تـم دفـن الملـك رمسـيس الثانـي فـي الأصـل فـي المقبـرة ,(KV7) ولكـن نقلـت جثتـه إلى خبيئة الديـر البحري؛ لحمايتها مـن النهـب. تـم إرسـال الموميـاء فـي عام ١٩٧٦ إلى متحف الإنسـان (Musée de l’Homme) بباريس؛ لدراسـتها وعلاجها، حيـث كانـت تعانـي مـن حالـة سـيئة بسبب الفطريات.

جواز سفر الملك رمسيس الثاني:

تنتشر صورة ضوئية لجواز سفر فى حجم وشكل بطاقة الرقم القومي المستخدمة حاليا، “ملونة” تحمل صورة وجه مومياء الملك رمسيس الثاني واسفلها اسم جمهورية مصر العربية، وعلامة باركود، وبيانات خاصة باسم الملك وبلده ، و صورة للنسر شعار مصر واسفل منه جمهورية مصر العربية وتاريخ بداية الجواز في ١٩٧٤/٩/٣ وانتهاءه في ١٩٨١/٩/٣،وخلفية باهتة لأهرامات الجيزة.
وحول صحة جواز سفر الملك رمسيس الثاني صرح المؤرخ والمرشد السياحي بسام الشماع للطبعة الأولى، بان شكل وبيانات جواز السفر المنسوب للملك رمسيس الثاني يثبت تزويرة عن طريق مجموعة من الادلة منها، ظهور شكل النسر على جواز السفر، ولم يكن النسر شعارا للعلم المصري خلال هذا الفترة ، بل كان صقر قريش الذهبي الناظر جهة اليسار الذي ارتبط بقيام اتحاد الجمهوريات العربية بين مصر وسوريا وليبيا، واستمر شعارا لمصر من عام ١٩٧١حتى عام ١٩٨٤.
واضاف الشماع ان علامة الباركود التى نراها اسفل صورة وجه الملك لم تكن مستخدمة خلال هذه الفترة على جوازات السفر او بطاقات الرقم القومي، ولم تكن وثائق اثبات الشخصية ملونة او من ورقة واحدة بل كانت عبارة عن عدد من الصفحات.، كما ان طريقة الكتابة كانت بخط اليد وليس بالشكل الحديث المعروف بالكمبيوتر  الذي نراه بما في ذلك البطاقات الشخصية والعائلية في تلك الفترة كانت جميعها بخط اليد، الى جانب ان تاريخ اصدار الوثيقة في عام ١٩٧٤ غير متفق مع تاريخ نقل المومياء الى فرنسا عام ١٩٧٦، ليس من المنطقي استخراج جواز سفر لمومياء، وطالب الشماع بضرورة تحري الدقة فيما يتم تداوله وبخاصة من خلال الصحف المصرية التى يجب عليها عدم الانسياق لكل ما هو منشور على السوشيال ميديا لما به من معلومات مغلوطة.
يذكر ان اي أثر قبل نقله الى خارج البلاد، يتم وضعه داخل صندوق محكم الغلق مسجل عليه تفاصيل الأثر، وتشمل المقاسات والعصر ووصف دقيق لشكل وحالة الأثر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى