عوامل في خسارة الأهلي “الموس” و “الكاف” أضاعا بطولة الأحلام
د. طارق الأدور
أضاع الأهلي لقب دوري أبطال أفريقيا ومعه 11 رقما قياسيا كان مرشحا لها لأسباب عديدة نلخصها في 7 عوامل هي عدم قدرة الإدارة على إبعاد اللاعبين عن الأحداث التي أحاطت بالمباراة، ومخطط الكاف المحبوك لمنح البطولة للوداد، وتراجع مستوى كل اللاعبين بلا إستثناء، والأخطاء التي إرتكبها الجهاز الفني بقيادة موسيماني في دراسة المباراة والتعامل الفني معها، وتأثير الأصابات على عدد كبير من اللاعبين المؤثرين، وإهدار الفرص المحققة بالجملة، وأخيرا عدم قدرة الأهلي على الفوز بأي مباراة خارج ميدانه طوال البطولة مقابل 7 إنتصارات حققها خارج الديار في البطولتين الماضيتين.
وبداية يجب أن نقر بأن الأهلي لم يقدم في خلال المباراة ما يستحق معه التتويج لأن المباراة في النهاية كانت فنيا في الملعب.
1. عدم إبعاد اللاعبين عن الإضطرابات الإدارية
قلنا قبل المباراة أكثر من مرة أن الإدارة مطالبة بإبعاد اللاعبين عن كل أجواء الإضطرابات الإدارية التي إمتدت منذ ثلاثة أسابيع بعد إختيار مركب محمد الخامس لإستضافة النهائي والتي إمتدت إلى الأحداث التي وقعت خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، ولكن واقع الأمر أن اللاعبين كانوا يفكرون في كل شيء مما حدث وهو ما أثر على اللاعبين فنيا في المباراة.
2. مخطط محبوك للكاف
من البداية كان هناك مخططا محبوكا للكاف بمنح الوداد اللقب أو بالأحرى عدم حصول الأهلي عليه، وقد وضح ذلك من خلال التأجيل المتعمد لمنظم النهائي لحين تحديد طرفي المباراة ومنح المغرب التنظيم الرابع لبطولات الأندية خلال 3 سنوات ثم السماح بالمهاترات التي سبقت المباراة وكانت تهدف كلها لإخراج الأهلي تماما عن التركيز ونجحت في ذلك.
3. تراجع مستوى كل اللاعبين
قد يحدث تراجع في مستوى لاعب أو اثنين أو حتى نصف تشكيلة الفريق، ولكن أن يتراجع مستوى التشكيل بالكامل فهذا هو الأمر الذي يصعب مهمة أي فريق مهما كانت قوة لاعبيه، فيمكن القول بأنه لا يوجد لاعب واحد في تشكيلة الأهلي خاض المباراة بمستواه الحقيقي وحتى الحارس الأمين محمد الشناوي الذي كثيرا ما أنقذ الأهلي في الكثير من المباريات كان له دور ضليع في الهدفين ومرورا بالدفاع بالكامل وبشكل خاص محمد هاني والوسط المرهق والهجوم البعيد عن التركيز وبخاصة حسين الشحات. ومع التراجع العام كان من المستحيل أن يفوز الأهلي
4. أخطاء فنية بالجملة
وقع الجهاز الفني بقيادة بيتسو موسيماني في جملة من الأخطاء الفنية تسببت في الشكل الهزيل للفريق في النهائي وأول الأخطاء في تشكيل البداية والذي استند إلى تألقه أمام سطيف، وعدم دراسة المنافس بشكل جدي وبخاصة في جوانبه الخططية والإعتماد على التسديد من الضربات الثابتة والتسديد بعيد المدى، وبالتالي إستغل الوداد هذه المميزات.
ومن الأخطاء الجسيمة لموسيماني عدم قيادة طريقة اللعب التي تضمن بناء الهجمة من الخلف والوصول إلى نصف ملعب المنافس فإنقطعت كل التمريرات ولم يصل الأهلي لمرمى المنافس سوى بعد التغييرات في الدقائق الأخيرة.
وأخطأ موسيماني في عدم التدخل لإنقاذ الفريق من لعب الكرات الطولية لمهاجم واحد هو بيرسي تاو أقصر كثيرا من كل مدافعي الوداد والتي كانت ترتد بهجوم على مرمى الأهلي
5. أزمة الإصابات
لم تعد مشكلة الإصابات عابرة في الأهلي، بل هي مشكلة مزمنة من سنوات ضاعت فيها بطولات كثيرة بسبب الغيابات بالجملة، وعانى الأهلي في النهائي من إصابات طويلة أبعدت أحد الأركان الأساسية عمرو السولية عن تشكيل البداية وأجبرت موسيماني على إشراك الثنائي حمدي فتحي وأليو ديانج وهما في أقل من 50% من مستواهما وكذلك أبعدت تماما محمد عبد المنعم أهم أركان الدفاع عن التشكيل، بجانب تأثر الكثير من اللاعبين جراء الإصابات المتتالية
6. إهدار الفرص
أصبحت ظاهرة أهدار الفرص متكررة في الأهلي منذ فترة ليست بالقصيرة ويمكن القول بأنها كانت من الأسباب الرئيسية لخسارة دوري الموسم الماضي وكذلك دوري أبطال أفريقيا مؤخرا.
ريال مدريد إستقر في منطقة مرماه طوال 90 دقيقة من المباراة النهائية لدوري أبطال اوروبا امام ليفربول ولكنه سجل من فرصة واحدة لاحت له طوال المباراة، !! وفي لقاء الوداد، رغم سوء حالة الأهلي كان بإمكانه التسجيل من 5 فرص محققة منها إنفرادين تامين أمام المرمى لمحمد شريف وبيرسي تاو ولو سجلهما لعاد الأهلي للمباراة.
7. عدم الفوز خارج الديار
في أغلب البطولات التي فاز بها الأهلي كان يتمكن من الفوز بمباريات كثيرة خارج الديار وكانت تلك الإنتصارات سببا في نجاح المشوار بالفوز بالألقاب، ونضرب مثالا ببطولة القرن عام 2020 التي حقق الأهلي الفوز فيها بثلاث مباريات من أصل 7 خارج الديار، وكذلك 2021 التي فاز خلالها أيضا خلالها بأربع مباريات من 7 خارج ملعبه منها مباراتين في الأدوار الإقصائية على الترجي وكايزر تشيفز.
وهذا الموسم لم يحقق الأهلي أي إنتصار خارج الميدان، وحتى المباراة الفوز الوحيد المحتسب خارج الديار على المريخ كانت المباراة في القاهرة التي إختارها الفريق السوداني لمبارياته