مقالات
الشهيد الحي الصحابي طلحة بن عبيد الله
د.صالح العطوان الحيالي
طلحة بن عبيدالله التيمي بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن أبي بن غالب التيمي القرشي
ولد سنة 28قبل الهجرة 595 في مكة المكرمة وتوفي سنة36هجرية 656
أسلم مبكرا فكان أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام واحد العشرة المبشرة بالجنة واحد أصحاب الشورى …
لقب بالقاب عدة منها
في غزوة أحد لقب بطلحة الخير
وفي غزوة العشيرة لقب بطلحة الفياض
وفي يوم خيبر لقب بطلحة الجود
كيف لقب بالشهيد الحي
القِصة كانتْ يومَ أحُدٍ حين انهزمَ المُسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبق معه غيرُ أحدَ عشرَ رجُلا من الأنصارِ وطلحة بن عبيد الله من المهاجرين.
وكان النبي عليه الصلاة والسلام يصعدُ هو ومنْ معه الجبلِ، فلحقتْ به عُصبة من المشركين تريدُ قتله.
فقال عليه الصلاة والسلام: « من يرُدُّ عنا هؤلاءِ وهو رفيقي في الجنَّةِ؟ ».
فقال طلحة: أنا يا رسول الله.
فقال عليه الصلاة والسلامُ: « لا، مكانَك ».
فقال رجلٌ من الأنصار: أنا يا رسول الله.
فقال: « نعم، أنتَ ».
فقاتَلَ الأنصاريَّ حتى قتلَ، ثم صعدَ الرسولُ عليه الصلاة والسلامُ بمنْ معه فلحقه المشركون، فقال: « ألا رَجلٌ لهؤلاءِ؟ ».
فقال طلحة: أنا يا رسول الله.
فقال عليه الصلاة والسلام: « لا، مكانكَ ».
فقال رجلٌ من الأنصار: أنا يا رسول الله.
فقال: « نعم، أنتَ »، ثم قاتل الأنصاريُّ حتى قتل أيضاً.
وتابع الرسولُ صلى الله عليه وسلم صعودهُ، فلحقَ به المشركون، فلم يزل يقولُ مثل قوله، ويقولُ طلحة: أنا يا رسول الله، فيمنعُه النبيُّ، ويأذنُ لرجلٍ من الأنصارِ حتى استشهدوا جميعاً، ولم يبقَ معه إلا طلحة فلحق به المشركون، فقال لطلحة: « الآن، نعم»
وكان الرسولُ عليه الصلاة والسلام قد كسِرت رباعيَّته وشجَّ جبينُه، وجُرحتْ شفته، وسال الدمُ من وجههِ، وأصابه الإعياءُ فجَعلَ طلحة يكرُّ على المُشركين حتى يدفعهم عن سول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينقلبُ إلى النبيِّ فيرقى به قليلاً في الجبل، ثم يسندُه إلى الأرضِ، ويكرُّ على المشركين من جديدٍ، ومازال كذلك حتى صَدَّهم عنه،
قال أبو بكر: وكنتُ آنئذٍ أنا وأبو عبيدة بنُ الجراحِ بعيدين عن رسول الله، فلما أقبلنا عليه نريدُ إسعافه قال: « أترُكاني وانصرِفا إلى صاحِبكما »( يُريدَ طلحَة).
فإذا طلحة تنزفُ دماؤه، وفيه بضعٌ وسبعون ضربةً بسيف أو طعنة برمحٍ أو رمية بِسهم، وإذا هو قد قطِعت كفّه، وسقط في حُفرةٍ مغشيا عليه.
فكان الرسولِ عليه الصلاةُ والسلام يقول بعد ذلك: « من سَره أن يَنظرَ إلى رجُلٍ يمشي على الأرض، قد قضَى نحبه فليَنظرْ إلى طلحة بنِ عُبيد الله ».
وكان الصدِّيقُ رضوانُ الله عليه إذا ذكر أحدٌ يقول: ذلكَ يومٌ كله لطلحة.
المصادر
سيرة الصحابة.
الذهبي سير إعلام النبلاء
ابن كثير البداية والنهاية
صحيح البخاري
ابن الأثير أسد الغابة في معرفة الصحابة
ابن عبد البر الاستيعاب في معرفة الأصحاب
ابن حزم جمهرة انساب العرب
ابن حجر الإصابة في تمييز الصحابة
ابن سعد الطبقات الكبرى
الأصبهاني سير السلف الصالحين
ابن عساكر تاريخ دمشق