مقالات

قطار الملك فاروق… هل أصبح أثريا ؟

متابعة نصر سلامة

الأثر قد يكون ثابتا مثل القصور والمباني التاريخية، وقد يكون منقولا مثل التحف والمجوهرات النادرة مع عدم وجود شرط مرور مائة عام عليها.
في البداية نصحبكم في جوله نتعرف من خلالها على قطار الملك فاروق حيث كان معروفا بأسم القطار الملكي.

يتكون القطار من عربتين وبكل عربة غرفة قيادة، حتي لا يحتاج القطار إلى مناورة، وهو اول قطار ديزل سريع يدخل مصر بسرعة بلغت ١٢٠ كيلو متر.
القطار تم البدء في تصنيعه عام 1949 بتكليف من الملك فاروق، الذي رفض استقلال العربة الملكية التي كان يستقلها الملك فؤاد. وكلف الملك فاروق الديوان الملكى بالبحث عن شركة لتصنيع قطار خاص به.

ووقع الاختيار على شركة فيات الإيطالية لتصنيع القطار الملكى الذي أطلق عليه الديزل السريع، وبلغت تكلفة تصنيعه 154 ألف جنيه ما يعادل في الوقت الحالى 155 ألف جنيه ذهبًا، ما يعادل مليار جنيه.
وتم تصميم القطار من عربتين تستوعبان 40 راكبا، وخصصت العربة الأولى للملك والملكة، وكانت تتكون من حجرة للنوم، بها سريران، وبجوار كل سرير راديو صغير، ووضع بجانب سرير الملك زر خاص يستطيع من خلاله إطفاء القطار بأكمله، وألحقت بحجرة النوم حجرة للاستقبال، بها آلة تسجيل مع مجموعة من الأسطوانات، في الوقت الذي خصصت العربة الثانية للوزراء.

ويضم القطار في ذلك الوقت، قبل ان يتعرض حاليا للدمار، 10 أجهزة تليفون داخلية وجهاز لاسلكى للإرسال والاستقبال وبكل عربة مطبخ كهربائى مجهز بأحدث الآلات الأمريكية.

وصممت أنظمة الإنارة بالقطار بواسطة أضواء الفلورسنت، ووضع زجاج من نوع خاص يسمح بالرؤية من الداخل فقط، وزود بجهاز تكييف، وأعد لسائق القطار مكان رائع، وزود بجهاز خاص يضع عليه السائق يده طوال الطريق، فإذا غفل عنه ست ثوانٍ يقف القطار من تلقاء نفسه، للتنبيه إلى حالة السائق غير الطبيعية. 

وفى عام 1953، قامت مجلة المصور بجولة داخل القطار، وأشارت أن القطار كان يحرسه 3 جنود داخل الورش، ووصفته بالقطار العجيب، حيث إنها كانت المرة الأولى التى يسمح للصحافة بدخول القطار.
ووصفت المجله القطار، وقالت: يتكون القطار من الصالون الملكى، وجدرانه كلها مبطنة من الداخل بالقطيفة، ومن الخارج بالصلب (حديد لا ينفذ منه الرصاص) وجهاز إرسال واستقبال وراديو وبيك آب، بالإضافة إلى تليفون متصل بسنترال القاهرة والإسكندرية وتماثيل وتحف على الموائد والجدران.
أما غرفة النوم، ففيها سريران متقابلان وسائدهما محشوة بريش النعام، وكساؤها من الحرير الطبيعى، وبجانب كل سرير راديو صغير تسمع منه كل محطات العالم، وعلى الجانب منضدة صغيرة من خشب الأرو.. إنها مائدة قمار، ومن غرفة النوم إلى غرفة الحمام، حيث البانيو والدش المعدنى وأدواته من المرمر الثمين.

وأضافت أن بالقطار 12 آلة تليفونية فى الغرف والصالونات حتى كبينة السائق، وهناك المطبخ الملكى وجميع أدواته مصنوعة من المعدن الأبيض اللامع، وهو مزود بأجهزة تكرير للمياه.
ولكن مجلة المصور فى عام 1955 كشفت عن مفاجأة، وهى أن مهندسى السكك الحديدية فى ذلك الوقت رفضوا تسلمه لعيوب فنية وجدت به، وأقنعهم الوسيط أن القطار تحفة فنية عالمية، وأن رفض استلامه يعنى حرمانه من متعة لم تتوافر لملك غيره، فأًصدر فاروق الأمر بتسلم القطار. ركب فاروق، القطار مرة واحدة من القاهرة إلى الإسكندرية، وحدث ما توقعه المختصون، فاحترقت جميع أسلاكه.

وبعد رحيل فاروق عقب ثورة 23 يوليو، وفى عام 1953 قررت السكة الحديد إجراء تعديلات على القطار، وقررت تشغيله فى نقل الركاب والسائحين فى رحلات سياحية بين القاهرة والأقصر، وذلك عقب رفض الرئيس محمد نجيب استخدامه فى تنقلاته بين المحافظات. وحددت السكة الحديد سعر التذكرة بـ75 قرشا للدرجة الأولى، وبلغت إيرادات القطار فى رحلته ذهابا وعودة نحو 400جنيه

وخلال الفترة السابقة تم إجراء عَمرة شاملة وكاملة على قطار الملك فاروق وسيتم تسييره إلى محطة الإسكندرية ومنها إلى متحف المنتزه بالإسكندرية، ولن يتم تشغيله على خطوط السكك الحديدية، ودخول القطار الي متحف المنتزة يدل على أنه أصبح اثريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى