Uncategorized

ذكرى رحيل الرجل الذي كان يبحث عن الأمس


بقلم وليد محمد حسني

رحل عن عالمنا الروائي والصحفي المصري جمال الغيطاني أحد رواد الرواية والسرد في مصر والعالم العربي الذي انتقل من رسم ونسج السجاد إلي نسج الحروف والكلمات بحرفية كبيرة واختار لنفسه طريقا كان فيه منفردا ومميزا
إنه طريق التراث فقد رأى أن عليه تقوية دعائم الهويّة القوميّة في زمنٍ أصبحنا نتعرضُ فيه لغزوٍ فكريّ واحتلالٍ مُمنهجٍ للعقول، عاد جمال الغيطاني للتراث لأن لا مُستقبلٍ يُبنى على أنقاضِ ماضٍ مجهول. أراد الغيطاني أن يُعيدَ لذلك الزمانِ وتلك الهويّة التي اندثرت رونقَها عن طريق احياء التراث
كان لديه تساؤلٌ منذ الصِغَر، هل من الممكن استرجاعِ الأمسِ أو أن نصلَ إلى اللحظةِ التي انقضت

وُلِد الغيطاني في التاسعِ من شهرِ مايو عام 1945 لأسرةٍ مُتوسطةِ وعاش وترعرع في منطقةِ الجماليّة وأمضى فيها ثلاثين عامًا. التحق الغيطاني بمدرسة العباسيّة الفنية ودرس تصميم السجاد وصباغة الألوان، وظلت هذه الحِرفة تؤنسّه طوال حياتِه. وفي عام 1985 نُشرت له رواية “الزيني بركات” وكانت هذه الرواية بمثابةِ القفزة الأولى له في عالمِ الكتابة

وعن بدايته في القراءة واقتناء الكتب يحكي ويقول : كان أول أيام العيد. بعد أن أديت الصلاة في “مسجد الحسين”، مرّرت ببائع صحف يعرض مجلات وكتباً جديدة، فلمحت رواية “البؤساء” لفيكتور هوغو تحسست في جيبي 5 قروش – كانت عيديتي – اشتريت ومضيت إلى البيت فرحاً، وكان حقا يوم عيد بالنسبة لي
أما عن الكتابة فقد كتب أول قصّة قصيرة له وهو لم يتعدّ الخامسةِ عشر من عُمرِه وقد عنونها ”نهاية السكير“ وتُعتبر هذه الشرارة الأولى التي جعلته يُلاحظَ موهبته الدفينة.

وإذا أردنا أن نُلقي نظرةً عن قُربٍ لمشوارِه الأدبيّ، سنجدُه حافلًا بكل أنواعِ الكتابة من قصصٍ قصيرة ورُواياتٍ إلى الكتب الطويلة والمُذكرات، فلم يُرد الغيطاني أن يتمّ حصرَه في نطاقٍ مُحدد. يُصنف جمال نفسه من الكُتاب الذين لا ينتظرون لحظةَ الكتابة كي تطرقَ أبوابِهم، بل يذهبُ إليها ركضًا كلما واتته الفُرصة.
ومن اقواله الخالدة ”الشيءُ الوحيد الذي يُمكنه مُقاومةِ العدمِ هو الكـتابة“

وقد تم ترجمة بعض أعماله إلي اللغات الألمانية والفرنسية
وقد حصل على العديد من الجوائز مثل
جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 1980.
وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
وسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس، .
جائزة لورباتليون،Prix Laure-Bataillon لأفضل عمل أدبي مترجم إلى الفرنسية
جائزة الدولة التقديرية (مصر) عام 2007 .

صرّح في إحدى اللقاءات قائلًا: ”أنا الآن بعد عمرٍ من المجهود الروائيّ أقول لقد طرقتُ بابـًا ضخمًا؛ فُتحَ قليلًا ليتسرّب لي من خلالِه ضوءٌ خفيف“

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى