الناس كمعادن الأرض لهم طبائع مختلفة
بقلم / علا خضير
لو تأملنا في الناس لوجدنا أن لهم طبائع كطبائع الأرض فمنهم الرفيق اللين ، ومنهم الصلب الخشن ، ومنهم الكريم كالأرض المنبتة الكريمة ، ومنهم البخيل كالأرض الجدباء التي لا تمسك ماء ، ولا تنبت كلأ إذآ الناس أنواع .
ولو تأملت لوجدت أنك عند تعاملك مع أنواع الأرض تراعي حال الأرض وطبيعتها ، فطريقة مشيك على الأرض الصلبة تختلف عن طريقتك في المشي على الأرض اللينه ، فأنت حذر متأن في الأولى بينما انت مرتاح مطمئن في الثانية وهكذا الناس مختلفون .
فالناس بطبيعتهم يتفقون في أشياء كلهم يحبونها ويفرحون بها ويتفقون في أشياء أخرى كلهم يكرهونها ، ويختلفون في أشياء منهم من يفرح بها ، ومنهم من يستثقلها ، فكل الناس يحبون التبسم في وجوههم ، ويكرهون العبوس والكآبه لكنهم إلى جانب ذلك منهم من يحب المرح والمزاح ، ومنهم من يستثقله ، ومنهم من يحب أن يزورة الناس ويدعونة للمناسبات الإجتماعية ، ومنهم الانطوائي ، ومنهم من يحب الأحاديث وكثره الكلام ، ومنهم من يبغض ذلك وكل إنسان في الغالب يرتاح لمن وافق طباعة ، فلماذا لا توافق طباع الجميع عند مجالستهم ، وتعامل كل شخص بما يصلح له ليرتاح إليك .
فقد ذكروا قديما : أن رجلاً رأى صقرآ يطير بجانب غراب فعجب الرجل كيف يطير ملك الطيور مع غراب ! فجزم أن بينهما شيئاً مشتركآ جعلهما يتوافقان فظل يتبعهما ببصره حتى أتعبهما الطيران فحطا على الأرض فإذا كلاهما أعرج .
فإذا علم الولد أن أباة لا يحب كثرة الكلام فليتعامل معه بمثل ذلك ليحبه ويأنس بقربه ، وإذا علمت الزوجة أن زوجها يحب المزاح فلتمازحة فإن علمت أنه ضد ذلك فلتتجنب ، وهكذا عن تعامل الشخص مع زملائه أو جيرانة أو إخوانه فلا تحسب الناس طبعآ واحدآ ، فلهم طبائع لست تحصيهن ألوان .
نعم أنت إذا أدركت طبيعة من أمامك وماذا يحب ، وماذا يكره ، أستطعت أن تأسر قلبه فكل إنسان له مفتاح تستطيع به فتح أبواب قلبة ، وكسب محبته والتأثير عليه وهذا نلاحظه في حياة الناس لذلك كن متميزاً وأبحث عن مفتاح قلب أمك وأبيك وزوجتك وولدك أعرف ميولهم واحفظ طبائعهم ، ومعرفة هذه المفاتيح تفيدنا بشدة وتجعلنا أحب الناس إليهم .