Uncategorized

الرجل الذي رفض جائزة نوبل

كتب وليد محمد حسني

في مثل هذا اليوم ٢٢ أكتوبر عام ١٩٥٨م كان الفيلسوف الفرنسي (جان بول سارتر ) يأكل عند الظهيرة في أحد المطاعم قرب منزله في باريس، حين اتصلت به فرانسواز دو كلوزيه الصحافية في وكالة الانباء الفرنسية لإبلاغه أنه نال جائزة “نوبل”، فأجاب سارتر “أنا أرفض الجائزة، وسأحتفظ بأسبابي وراء ذلك لأقولها للصحافة السويدية”.وقد أثار رفضه هذا ضجة كبيرة وخاصة في فرنسا.

جان بول سارتر فيلسوف وروائي وكاتب مسرحي وكاتب سيناريو وناقد أدبي وناشط سياسي فرنسي، بدأ حياته العملية استاذاً، درس الفلسفة في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية.
حين احتلت ألمانيا النازية فرنسا، انخرط سارتر في صفوف المقاومة الفرنسية السرية، عرف سارتر واشتهر لكونه كاتب غزير الإنتاج ولأعماله الأدبية وفلسفته المسماة بالوجودية ويأتي في المقام الثاني التحاقه السياسي باليسار المتطرف.

ويقول اندريه غيغو المتخصص في فلسفة سارتر لـ “كان لديه سببان عميقان يحولان دون قبوله الجائزة، الأول أنه كان يخاف أن يدفن حيا قبل أن يتم مساره، وكان ينظر الى الجوائز على انها “قبلة الموت.والثاني أنه بنى كل أفكاره على نقد كل أشكال المؤسسات، التي كان يصفها بأنها مميتة
وقد تختلف أو نتفق معه أو مع أفكاره ولكن سيظل سارتر مثالا لرجل عندما امتحن في مبادئه التي كان يدافع عنها نجح في الامتحان وكما قال الشاعر أمل دنقل ” المجد لمن قال لا في وجهِ من قالوا نعم … فمن قال لا لم يمت وظل روحًا أبدية “

وقد تميزت موضوعات سارتر الدرامية بالتركيز على حالة أقرب إلى المأزق أو الورطة. ومسرحياته ” الذباب” ” اللامخرج” “المنتصرون” تدور في غرف التـعذيب أو في غرفة في جهنم أو تحكي عن طاعون مصدره الذباب. وتدور معظمها حول الجهد الذي يبذله المرء ليختار حياته وأسلوبها كما يرغب والصراع الذي ينتج من القوى التقليدية في العالم التقليدي الذي يوقع البطل في مأزق ويحاول محاصرته والإيقاع به وتشويشه وتشويهه.

ومن اقواله الخالدة
من لا يجدف هو الوحيد الذي بإمكانه أرجحة القارب.
المعركة الخاسرة هي المعركة التي يعتقد المرء أنه خسرها.
يجب على الكاتب ألا يقبل السماح لنفسه بالتحول إلى مؤسسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى