Uncategorized

سلسلة “أعرف دينك ” .. “النظافة من الإيمان”

كتبت:نورهان التمادي
لم يلتفت الكثير إلى أهمية النظافة أو الطهارة بشكل عام إلا بعد أن وقعت الواقعة وانتشر وباء فيروس كورونا ؛ حيث يلح الأطباء والمختصون على الناس في اهتمامهم بنظافتهم الشخصية ؛ إذ هي أعظم أسباب الوقاية من الإصابة بهذا المرض أو نقل عدواه إلى الغير .
وقد أظهرت هذه الأزمة غفلة البعض من المسلمين وإهمالهم فقه دينهم ، وأحيانا التهكم والسخرية من بعض الأحكام خاصة ما يتعلق بفقه الطهارة حتى لأن البعض ممن ينبهر بالغرب في تقدمه التقني كان يقارن دائما بين اهتمام المسلمين بفقه الطهارة واهتمام الغرب بالصعود إلى الفضاء ؛ لكن تفاجأ الجميع بأن فقه الطهارة هو المنقذ لهم بإذن الله تعالى مما حل بهم من وباء ، وهو ما استدركه الغرب الآن واعترف بعظمة الإسلام في اهتمامه بهذا الضرب من الأحكام .
اهتمام الإسلام بالنظافة :
قد يعتقد البعض أن اهتمام الإسلام بالنظافة أو الطهارة بشكل عام يرجع فقط إلى أن منها الاستنجاء والوضوء والغسل وهو مما لا بد منه لصحة الصلاة ، ولكن النظر الصحيح المتأمل لطبيعة أحكام الطهارة في الإسلام يقف على أن الأمر أوسع من ذلك فهناك صور للنظافة أو الطهارة لا علاقة لها بالصلاة – كما سيرد في هذه المقالة – ومع ذلك حث عليها الإسلام وأمر بها .
إن ما يمكن أن نسجله هنا من وجه اهتمام الإسلام الفائق بالنظافة والطهارة أن فيها تكريما للإنسان والارتقاء به ؛ إذ الإنسان هو المخلوق المكرم عند الله تعالى ويليق به أن يكون حاله في شكله ومظهره مناسبا لهذا التكريم ، وفيها أيضا وقاية من كثير من الأمراض التي إن وقعت ربما تصيبه في نفسه وماله ، وقد جعل الإسلام حفظ النفس من كلياته الأساسية ومقاصده العظمى .
النظافة من الإيمان :
هذه الجملة وإن لم تكن بهذا اللفظ حديثا نبويا إلا أن معناها متفق عليه ، وورد قريب منها في روايات متعددة ، بعضها في أعلى درجات الصحة ، مثل ما ورد في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الطُّهور شطر الإيمان ) ( صحيح مسلم ) وقد عد الإمام النووي هذا الحديث بأنه أصل من أصول الإسلام وقد اشتمل على مهمات من قواعد الإسلام والدين ، كما عَرَّف العلماء الطهارة الواردة في الحديث بمعناها اللغوي العام أي كل ما يجب أن يتنزه عنه الإنسان ويجتنبه مما يستقذر ،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى