مقالات
تليكتابة… ضمير يقظ
بقلم ـ أسامة بدر
غضب الأبناء وإحساسهم بالظلم يعرضهم للضغط النفسي ويجعلهم يرثون إرث ثقيل لا تتحمله أعناقهم الصغيرة وهم في سن مبكرة والمستقبل أمامهم يبتسم لهم.
ولكن بعد فوات الأوان قد يجد ضميره يقظ ويضغط عليه ويسبب له الإرهاق بل وقد يحطمه نفسيا .
فقدان أحد الوالدين
معظم جيل السبعينات والثمانينات هم من يعشون مع أولادهم المراحل التي عاشوها مع والديهم ولكن هذا الجيل المظلوم يعاني ما لم يعانيه والديهم من قبل .
نحن جيل عاش وعاصر زمن التليفون الأرضي والذي كان التحدث فيه بالحساب نظرا لتكلفة المكالمات وعاصر الثلاث قنوات المصرية عندما كان التلفزيون لونين فقط أبيض وأسود نحن جيل لعب السبع طوبات وعسكر وحراميه وشد الحبل والأستغومايه .
لم نكن نعاني من شيء حتي في التعليم والذي كانت جودته أعلي بكثير من تعليم هذه الأيام ولكن مع التقدم والتطور حلمنا بمستقبل أحسن حظا لاولادنا يحققون فيه ما لم نحققه نحن فجاء هذا الجيل وهو جيل أواخر التسعينات والألفينات ليبهروا أبائهم وأمهاتهم .
هذا الجيل الذي جاء وبين يديه البلاي ستيشن ليلعب به والتليفون المحمول الذي يصاحبه في كل مكان والألاف من القنوات التي يتنقل بينهم بل وأحسن المدارس الخاصة والجامعات الخاصة بل والأكثر من ذلك بعضهم يملك إما سيارة أو دراجة بخارية .
هذا الجيل الذي جاء علي الراحة والرفاهية يقف أمام والديه ندا لهم وقد يتجرأ ويحاسبهم إذا لم تتوفر له حاجة عند والديه ويشكوا الظلم والتعنت الذي يتعرض له .
هذا الجيل يظلم والديه ولا يعلم كم عاني والديه حتي كبروا وتعلموا وأصبحت أقدامهم تحملهم .
لا أحب أن أكون قاسيا علي هذا الجيل ولكن نحن من أفرط في توفير كل ما لم يتوفر لنا ولذلك هم لايشعرون بحجم المعناة التي نعانيها في توفير متطلباتهم والتي تجعلنا نحرم أنفسنا من المتع لكي نوفرها لهم .
كثير من المشاكل في البيوت المصرية من هذا النوع ولكن علي الوالدين الذين يعانون من مثل هذه المشاكل أن يحاولوا مسك العصا من المنتصف الأن وقبل فوات الأوان لكي لا يجد أحد أبنائه قاسيا عليه .
يجب علي الأباء التحاور مع أبنائهم من حين لأخر يشرح لهم كيف كان في الماضي وكيف أصبح الأن وكم تحمل وجاء علي نفسه وعلي زوجته حتي يكون بيت وأسره وأولاد يتعب من أجلهم حتي يفتخر بهم .
يجب علي الوالدين تذكير أبنائهم دائما بالماضي الذي عاشوا فيه وأن الرفاهية والراحة التي تعيشونها الأن هي تعب وكد في الحياة لتنعموا بها أنتم .
إن لم يفعل الوالدين هذا قد يجدوا أبنائهم ناقمين عليهم متخيلين أنهم يبخلون عليهم وهم لا يعلمون أن الأتي علي قدر الإحتياجات فقط .
كثرة الضغط من الأبناء علي الأباء في توفير إحتياجاتهم قد تعجل بفقدانهم أو فقد أحدهم نتيجة الضغط المتواصل ، وقد يتهموا والديهم بالبخل
الأب الأن إذا كانت زوجته ربة منزل فلن يستطيع توفير كل الإحتياجات وإن كانت زوجته تعمل فتأكدوا أنهم بالكاد قادرين علي مواصلة الحياة .
أيها الأبناء إعلموا
إعلموا أن والديكم يرغبون في أن تكونوا أحسن الناس ، وإعلموا أنهم يمنعون ويحرمون أنفسهم إرضاءا لكم وإعلموا أن كثرة الضغط عليهم قد تجعل ضمائركم يقظة تؤنبكم علي ظلمكم لهم عندما تفقدونهم أو تفقدوا أحدهم .
حافظوا علي والديكم وأعطوهم الأمل في صلاحكم وإجعلوهم يفتخرون بكم وتأكدوا أنهم يرغبون في ذلك يرغبون أن يفتخرون بكم في النجاح دراسيا والحصول علي الوظيفة اللأئقة بكم ، حتي في الزواج يرغبون أن يكون نسبكم يليق بكم وبهم .
لا تجعلوا ضمائركم يقظة تؤنبكم وترهقكم في ظلمكم لوالديكم ووقتها لن ينفعكم ضميركم لان الوقت قد فات وضاع منكم من أفنوا حياتهم لكم
