في عينيك
في عينيك
محمد زغلال
المغرب
اقرأ على مرافئ عينيك
اشارات شاحبة الحروف
تشتكي أنين لظاها
لجرحها الغائر
اقرأ .. كلمات حزينة رددتها حواء
كي تستبيح شجرة التفاح نقاءها
لمرارة الشوق
ويحتل الحب كل المنابر
إلى متى سأنتظر
تفتح تويجات ٱلورد على وجنتيك
كي أبحث فيهما عن وجه منحوث
من بريق الجواهر .
يا حب ، يا أعمى
يا عربة الله العارية / ألا ٱنطلق
وقل للعابرين
كم من وردة قتلها الشوق
لما خجلت من عريها
فاستكانت إلى المقابر
كم من سباق كان منتهاه القلب
قادته جياد مبثورة الحوافر
إلى أين يقودنا هذا الجرح المفتوح
وهو يركب جموح جواده
كي ينشر حكمه المجزأة بين العشائر
رايت في الكتاب
نافورة تتوجع لتصلب الدمع في عينيك
وهي تتقطر ألما من وجع المدافن
علها تخفي نزيفها بين تموجات الضفائر
لا تتركيني هاهنا في منفاي
أبحت عن ملجإ ،كفراشة خائفة على لونها
من غيرة الأزاهير
لا تتركي شكلك يمضي
كشعاع تمرد على مرآة
حين سلبت منها الظلال
دفئ المشاعر .
رأيت على الجدار
أجمل لوحة أبرع الشعراء في تشكيلها
وبيعت قوافيها مجانا لمذبح الساحر
لا تتوهمي العزة
وأنت تلبسين حلة المنابر
فأنت ٱمرأة
تحاول أن تنزع من ذاكرتي
جزءا من تاريخها الفاجر
بت أعرف كيف تخمد نيران الشوق
كعصفور أعزل ٱرتاد شرفتي
كي يشي لي بما فعله به ، رذاذ رضابك الماكر
قناديل اللذة الشريدة تسكن الجسد
فيتوهج القلب … تتزاحم النبضات
وما جف في عروقنا
الحليب المندفع من أثداء الحرائر ..
قرأت في الكتاب .. في الوجع ،
في القارب المتوقف أمام كوخنا المكابر
ان حوريات البحر يرقصن على شواطئك ليلا
معصوبات الخواصر
وأن بكاء الليل ، أنين للأصداف
التي سجنها جلادوك بالمغائر
قرأت في عينيك ..
ان النبع ما انكسر بفعل تشقق الصخر
وإنما حزنا على الوجوه الفاتنة ، التي افسدت
بالكلمات الذابلة ، وطلاء الأظافر
فتمددي على الكف التي افرشت ريشا
فلن أكون من أول الشهداء، ولا الآخر .