مقالات
الجحود
د.صالح العطوان الحيالي
لا يستغنى الناس في هذه الحياة عن بعضهم البعض فلا يستطيع انسان أن يعيش وحده وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى الاعتراف بالجميل وعدم نكرانه فعن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أعطى عطاء فوجد فليجز به ومن لم يجد فليثن فإن من أثنى فقد شكر ومن كتم فقد كفر ومن تحلى بما لم يعطه كان كلابس ثوبي زور ) ..
يمتلك البشر بالعديد من الصفات فيها الخير وفيها الشر ونكران الجميل فالخير لاينسى والشر لا ينسى ونكران الجميل مستحيل ان ينسى..
يقول الراغب الجحود نفي ما في القلب إثباته واثبات ما في القلب نفيه ..
ويقول المناوي الجحود إنكار ما سبق له وجود وهو خلاف النفي .
ويقول الجوهري الجحود هو الإنكار مع العلم .
مؤلم جدا أن نلمس الجحود باي شكل له وتحت اي لون فالجنوب قاس نؤلم وكريه . أن يكون لك فضل على احد فضل لا يغطى ولا يستهزئ به يقابله الطرف الآخر برفض أو تقليل من شأنه أو إنكار له لأن يصل للجحود . اليوم الجحود ليس معنيا بإنسان فقط مهما تعددت المسميات اخ ابن صديق معارف اليوم ظهر هناك جحود وطن أرض لا يمكن لأي مخلوق ان عيش بدونها أن يتنفس على غيرها أن ياكل يعيش يتزوج والوطن يسمى البيت والبيت هو الدفيء والاحساس بالأمان وصيانة الروح والجسد والولد والمال حين نجحد بما تفضل عينا به الوطن كأننا نعزي أنفسنا أمام الخلق والجحود نوع من انواع الخيانة لأنفسنا اولا وللاخرين ثانيا . اليوم نرى نوع آخر من الجحود هو جحود لرب العالمين لدى البعض وإن اختلفت لشكال هذا النوع فمن لا يعطي الله حقه هذا جحود ومن يغوص في المحرمات جحود ومن يهجر القرآن جحود . أن كان الجحود خيانة فهو عقوق من ناحية أخرى وهو انحراف للخطأ
في الحياةِ ليس بالضرورةِ أن تردَّ المعروف ، ولكن كُنْ أرقى من أن تُنكره ، إنَّ طعمَ الجحودِ مُرٌّ ، مُرٌّ جداً ..!
لا شيء أكثر وجعاً من أن يَقتلِعَكَ الشخص الذي حاولتَ أن تزرعه !
ولا شيء أشدّ مرارة من أن تُصفعَ باليدِ التي طالما لامستها بحنيّه ..!
ولا شيء أشدُّ عذاباً من أن تأتيكَ الضربة من الشخصِ الذي لطالما حميته من الضرباتِ
وما أجمل “معن بن أوسٍ” حين لخَّص الجُحود في بيتين من الشعر فقال:
أُعلِّمُه الرماية كل يومٍ
فلما اشتدَّ ساعده رماني
وكم علَّمتُه نظم القوافي
فلما قال قافية هجاني!
ونعوذُ بكَ من تغيُّرِ القلوبِ بدون حُجّة ،
ومن عداوةٍ تأتي بعد المحبّة
ومن الخيبة فيمن أحسنّا يومًا الظن به …؟