عاماً مضى وأنتِ العُمر
عاماً مضى وأنتِ العُمر
حسام الدين صبري
عَاماً جَديداً انتَهى ما أحلاهُ
إنْ كُنتِ أنتِ النهَايَاتِ
مَا أروعهُ من عامٍ أهدَاني
شَمسٌ بعدَ ظلامي وغَيمَاتي
كَانت تَمُرُ الأعوامَ وتَرحلُ
وتَرحلُ معها دعواتي
وأنا المصلوبُ خلفَ السرابِ
أشربُ نخبَ حسراتي
فَكم لعنتُ زماني وأقداري
وكرهتُ مامضى وماهوَ آتِ
لَم أعرف أنَ من بين الأعوامِ
عاماً نهايتهُ خيرُ البداياتِ
أشرقَ الحُلمُ وتَنفس ليلاً
وصباحاً رقصت الطيورُ
على شُرُفاتي
أستفيقُ على شدوِ البلابل
وتُشرقينَ فرحاً في سماواتي
أنا أبكي نعم أبكي ولكن
البكاء يختلف
أبكي ندماً على ماضاعَ من
أيامي ومن سنواتي
وأتعجبُ منَ الأقدارِ التي
تجلدُنا وتُشقينا وتحُولُ بيننا
وبينَ الأمنياتِ
وتُسافرُ بنا إلى حدودِ اليأسِ
وترمينا طيورٌ هَرِبَاتِ
شِئنا قطرةً ليرتوي العمرُ الحزين
وكانَ المطرُ منَ المُحرمَاتِ
الآن تُهدينا الحبُ غَيثاً وتُهدينا
البحرَ والشِراعَاتِ
دعي العُصفُورَ الحزين يُغردُ
فرحاً بينَ يديكِ
ستعُودُ في عهدكِ أغنياتي
دعيني أمزقُ الدفاترَ القديمةَ
وأمحو أوراقي وكلماتي
أعترف أنَ شِعري لم يكُن شعراً
قبل أن تسكُنين صفحاتي
دعيني أصُبُ لكِ كأسا مزيجه
من عشقي ودمي وحُلمي
ودموعي وابتسَامَاتي
دعيني أتنفسُ الآن فَلكم
ضاق صدري وأنا أرتشفُ همي
وحُزني وويلاتي
وابقني على قيد عَينَيكِ
لأعيشَ العُمرَ أمناً
وازرعي النهارَ حُباً ولَوني
لَيلي ونجماتي
إني استأمنتُكِ على بقايا الأيامِ
فأوراقُ العمرِ منقوشةٌ هزائمُ
بِحروفٍ نازفاتِ
أتيتُكِ طفلاً ناجياً لم تنل من
براءتِهِ الحروبَ والصراعاتِ
فلا تعودي بخريفٍ عشتهُ
أوصيكِ خيراً بغريقٍ رآكِ شطاً
وهوَ بينَ الأمواتِ