أدب

ليلة واحدة

ليلةٌ واحدة

حسام الدين صبري 

 

سَهرتُ والَليلُ عرشي
والشعرُ مُلكي وعَينَاكِ
أنهَاري
تَائباً في مِحرابكِ قَائماً
والحَنينُ مُنَاجَاتي وأذكَاري
أترقبُ
دقَاتَ الساعةِ مَاأبطأها
ومَاأطولهُ انتظَاري
وكُلمَا طاف الشعرُ بِكَلمةٍ
يَسبقُها اسمُكِ وكَأنكِ
قِبلةُ أفكَاري
طَاوعتني آلافُ الكُتُبِ
خَطتها يدي وحينَ
نقش القلبُ في عَينيكِ
عجزت فيكِ أشعَاري
أينَ مُلكي أمامَ مُلكُ عَينيكِ
بينَ الكواكبِ أينَ هوَ مدَاري
يَاعُصفُورتي تساقطَ الدمعُ
وكَسا أغصَاني وأشجَاري
فَعُودي بالدفءِ والشَدو
غَزا الصَمتُ ألحَاني ويَتِيمَةُ
بعدكِ أوتَاري
واستَرقني الشوقُ واستباحَ
أنَاتي وغزَا الحُزنُ أسواري
في ليلةٍ واحدةٍ شابَ العمرُ
فَما أرخصُها الأعمارِ
مررتُ بأعوام منَ الوجعِ
كلُ مواسمُها كَانَت إعصارٍ
ليلةً واحدة مرت بدونكِ
أسقَطت من تاريخي غزواتي
فأينَ انتصاري
ليلةً واحدة نُكِّست فيها راياتي
وارتفعت آهاتي وكانَ انكساري
ليلةً واحدة جَعلتني أفكرُ
إن طَالَ غيابُكِ كيفَ سَيكُونُ
بعدكِ مسَاري
ومَن يروي حقولي إن رَحَلتِ
بِمواسمِ الأمطارِ
وكَيفَ أواجهُ الليلَ والبردَ
إن ذهبتِ بِمعطفي والصدرُ
عَاري
جعلَ الهوى مصيري بيديكِ
فما الحَلُ إنْ هَزمتني يوماً
أقداري
إنتَابني الخَوفُ من كُل شيءٍ
فَالسُلطانُ الذى غزا الدنيا
الآن لاَيملِكُ شرعيةَ القرارِ
ياسيدتي ليلةً واحدة أتتني
بِكُلِ هذا الألَم
فلا. تَجعَلي لَهَا عودةً لاَتَدُقي
في نَعشي المِسمَارُ الأخير
ولاَتُعَجلي بِسَاعَاتِ احتضَاري
ليلةً واحدة سَقتني الويل
كُؤوسا وكَانَ الظنُ يَميني
والجنونُ يَسَاري
كَالمُغتَربين مَكثتُ على الشَط
أستحلفَهُ أنْ لاَتُسَافر بِحُلمي
البحَارِ
ليلةً واحدة يَاقِديستي الخَالدة
ذهبت بِهُدايَ وأسكتت ترانيمي
فلاَ اعترافٌ ولاتَوبةٌ ولا رفعتُ
للسمَاءِ أعذاري
أثقَلتني الهزائمُ وشُطبَ تَاريخُ
أمجادي
فَعودي شَمساً مشرقةً عُودي
يَقتُلني إنتظَاري

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى