مقالات
“بعيدا عن الفلسفة ” بمجلة “الأهلي” الخميس 5 يناير
بقلم -الكاتب الصحفي حامد عزالدين
تدهشني جماهير كرة القدم في بريطانيا وفرنسا وأوروبا “المتحضرة بصفة عامة ” عندما تقف في المدرجات لتحية فرقها في نهاية كل مباراة , في ملاعب تقترب فيها جدا الجماهير من حدود الملعب ولا يفصلها كما يحدث لدينا في مصر والدول العربية والافريقية تلك المسافات البعيدة خوفا من “المتهورين” .فهذ ه الجماهير ” الواعية ” تعلن بوضوح احترامها للجهد الذي بذله لاعبوها بغض النظر عن النتيجة النهائية لأي مباراة لأنها تعلم أن النتائج بين المتنافسين تحسم في كثير من الأحيان بالتوفيق من عدمه . وقد وصفت هؤلاء بأنهم يمتلكون الوعي أي المعرفة . فالحكم الصائب على مختلف الأمور يتطلب معرفة بكل أصولها , فلا يوجد قاض جاهل بالقانون ولن ينجح محام في الدفاع عن موكله ما لم يكن فاهما وبدقة للقانون الذي ينطبق على الاتهام الوجه الى موكلة .ولا يستطع طبيب ممارس عام حديث التخرج أن يتعامل مع حالة مرض في مراحلها المتأخرة , وهكذا . المعرفة هي الأصل في الحكم على الأمور .
كانت هذه مقدمة ضرورية قبل أن أعلن أن الجهد الذي بذله لاعبو الفريق الأول لكرة القدم بالنادي وهم يواجهون فاركو أو سيراميكا كليوباترا كان أضعاف الجهد الذي بذلوه في مباراتهم الأخيرة في مواجهة فريق بيراميدز “المنافس اللي طلعلنا في السكة فجأة ” . وعلى رغم ذلك فالنتيجة النهائية كانت التعادل مع فريقين , تبدو امكاناتهما المادية والتدريبية ومستويات لاعبيهما أقل بكثير من امكانات بيراميدز الذي خسر بثلاثية نظيفة . حتى أن ني تمنيت لو كانت كل مباريات الأهلي أمام بيراميدز أو الزمالك أو اي فريق يواجه الأهلي ” رأسا برأس ” كما يقال . بمعنى انه يلعب بهدف الفوزأولا وإن لم يتحقق فالتعادل . فطبقا لتعريف موسوعة ويكيبيديا للعبة كرة القدم فإنها “كرة القدم هي رياضة جماعية تُلعب بين فريقين يتكون كل منهما من أحد عشر لاعبًا تلعب بكرة مُكوَّرة. يلعب كرة القدم 250 مليون لاعب في أكثر من مائتي دولة حول العالم، فلذلك تكون الرياضة الأكثر شعبية وانتشارًا في العالم. تُلعب كرة القدم في مستطيل الشكل مع مرميين في جانبيه. الهدف من اللعبة هو إحراز الأهداف بركل الكرة داخل المرمى.”
وبالنسبة لمساحة المستطيل الأخضر الذي تلعب عليه مباريات كرة القدم , يمكن أن يتراوح الطول بين 100 و105 مترًا وعرضه 64-68 مترًا. هذه هي المساحة التي يجب على لاعب الكرة ان يغطيها في الملعب طبقا لمركزه . وحتى يتحقق التوازن فينبغي ان يسعى كل فريق الى الهجوم عندما يمتلك الفريق الكرة بغيد “ركل الكرة داخل المرمى ” , ويلجأ الى الدفاع لمحاولة منع المنافس من ” ركل الكرة داخل المرمى ” في حالة فقدانه الكرة . وهذا هو ما يحديث عندما يكون الفريقان المتباريان من مستوى مرتفع يريد كل منهما ان يتغلب على الآخر . وهنا تكون المتعة التي يحاول تحقيقها نحو 250 مليون لاعب في نحو مائتي دولة من دول العالم . وقتها سيصح الفارق متمثلا أولا في الامكانات البدنية والمهارية للاعبي كل فريق , ثم في الروح التي يلعب بها الفريق .