أدبقصة

قصه قصيره.. رساله غامضه

كتب: اشرف محمد جمعة

استيقظ فارس من النوم مبكرا كعادته ولكنه كان هذا الصباح شارد الذهن مشوش الفكر، واخذ في خطواته الروتينية اليومية من الخروج من الغرفة والذهاب للحمام والوضوء والصلاة وارتداء ملابسه.

استعدادا للخروج للعمل ولكن ذهنه ظل سارحا في هذا الحلم الذي راه في منامه، انه ليس كالأحلام العادية التي كان يراها سابقا، وحتى وصل الى عمله ولكنه بمجرد وصول زميله الحاج سعيد والذي يلجا اليه جميع من في العمل لاستشارته في اي من المشاكل الحياتية حيث انه رجل موثوق به ومثقف وله خبره في شؤون الحياه.

ذهب اليه فارس ليحكي له تفاصيل الرؤية الغامضة، التي اقضت مضجعه وشغل تفكيره فقال له الحج سعيد ايه اللي حصل يا فارس، قال فارس شفت زي ما اكون في كنيسه ولابس لبس القساوسة اللبس الاسود اللامع وكله مليان بالصلبان الذهبية الصغيرة.

وانا واقف في المنطقة امام المذبح وعلى شمالي احد القساوسة وبيده وعاء صغير به البخور، وعن يميني قسيس اخر ينظم الناس التي تقف بالطابور داخل الكنيسة لتقبيل يدي ونيل البركة واثناء الحلم فجاءني سؤال في المنام انا بسأل نفسي ايه اللي بحيصل معايا ده.

انا شخص مسلم كيف ازاي البس الهدوم دي ، وازاي المسؤولين عن الكنيسة مش معارضين وازاي الناس اللي في الكنيسة مصدقاني، ده لو عرفوا الحقيقة هيقتلوني، وانا ما ليش ذنب.

انا اتسائل بيني وبين نفسي وصحيت من النوم وانا مازلت مش فاهم حاجه، ولكن ياحج سعيد انا اعرف ان الاحلام بتكون رسائل بس ايه المقصود بالظبط، دماغي حتنفجر ومش عارف اعمل ايه.

يرد عليه الحج سعيد اهدأ يافارس يا بني، شوف الكنيسة دي دار عباده ودور العبادة تعني الامان، اما ان ترى اكثر من صليب على ملابس كنت ترتديها الصليب قومى المرأة فرع القاهرة يشارك الكنيسة الإنجيلية الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بكنيسة قصر الدوبارةرمز الخلاص، وده معناه انك هتتخلص من آلامك ومشاكلك خير خير يا فارس ما تقلقش.

قام فارس ورجع الى مكتبه ولكن تفسير الحج سعيد بالرغم انه وضح حاجات كثير بالنسبه له، الا ان فارس ما زال يشعر بالتوهان وعدم الاقتناع بتفسير زميله الاستاذ سعيد، وبعد نهاية اليوم خرج فارس من العمل ورجع الى بيته.

وفي الطريق دماغه فيها بدل السؤال عشرة، ورجع البيت لقى اخته هناء وكانت ما تعرفش حاجه عن اللي شافه ولما شافته سالته مالك يا فارس رد عليها ما فيش، قالت هناء لا في حاجه انت مش طبيعي انت اتخانقت مع خطيبتك ثاني.

قال لها لا الموضوع ما لوش دعوه بسندس، هناء تساله ثاني امال فيه ايه حكى لها عن الحلم وعن تفسير زميله الاستاذ سعيد له، ويكمل كلامه بس ازاي كل الناس بتعيش مشاكل ومعاناه وانا الوحيد اللي هتنتهي كل مشاكل.

ثم هل المقصود من الرسالة تفسير تاني غير كده من الحلم ده، ربنا بيقول في القرآن لقد خلقنا الانسان في كبد يعني مشقه وتعب ، ازاي هارتاح واكمل حياتي لا لالا التفسير ده مش مضبوط.

انا هاشوف حد ثاني يفسر لي الحلم ده، ومن شده الارهاق والتفكير نام فارس وعند اذان العصر استيقظ وقام وتوضأ وذهب للمسجد، وبعد نهاية الصلاة، اقترب من امام المسجد الذي كانت تربطه به مودة قديمة.

وذكر له فارس ما حدث معه وتفسير زميله له ، قال له امام المسجد شوف يا فارس اعتاد الناس على انهم اما ان يعيش فتره من حياته في راحه وترف ثم تمر عليه اوقات تعب ومعاناه ومشقه، واخرون يعيشون العكس يعيشون التعب والارهاق والعذابات في الجزء الاول من حياتهم ثم يرتاح باقي حياته ويتنعم.

وآخرون حياتهم كلها مشقه وتعب، وغيرهم حياتهم كلها ترف و نعيم لكن في النهاية، كلها نماذج موجوده في الحياه ، واقدار يقسمها الله ويودعها في خلقه، ولا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك امرا.

وسواء كان المقدر ليك هذا اوذاك ليس عليك الا الرضا بما قسمه الله لك، والاقتراب من الله اكثر واكثر،
امام المسجد يكمل كلامه و يقول لفارس تعرف كان فيه واحد سأل احد الصالحين من الذي يرمي بسهام القدر قال الرجل الصالح الله ، ثم استكمل السائل وقال كيف انجو من سهام القدر كانت الإجابة الشافية من الرجل الصالح بان تكون بجوار الرامي .

اقترب من الله اكثر هو الحماية والامان وإغترف من الطاعات اكثر واكثر تصل الى السعادة الابدية.
تمت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى