مقالات

الشاعر عربي إبراهيم مبروك يكتب /التحليل الموضوعي لكتاب دمعة وإبتسامة

يعد كتاب دمعة وابتسامة واحدًا من أهم مؤلفات الأديب والرسام و الشاعر جبران خليل جبران، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات التي تعبر عن الحالات النفسية التي مرّ فيها جبران خليل جبران إلى جانب ظروف حياته الاجتماعية التي واجهها في بداية حياته، وتتميز أغلب مؤلفات جبران خليل جبران بنوعية أدب ما بين التنوع والثراء الفني.
منها ما يتضمن تأملات الكاتب في الحياة والوجود وتصوراته عن خفايا النفس البشرية في أهوائها كافة ونزعاتها، كما تركز بعض موضوعاته على نظراته الفلسفية وما يدور في دواخله،
ويحتوي الكتاب على مجموعة من القصائد النثرية والقصص، حيث خصَّها جبران خليل جبران لجريدة المهاجر ولكنه بعدئذ جمعها في كتاب واحد بتشجيعٍ من أصدقائه.
التحليل الأسلوبي لكتاب دمعة وابتسامة إن كل من قرأ كتاب دمعة وابتسامة شعر بمذاق خاص لا يجده عند كاتب آخر، إذ اتبع الكاتب في هذا الكتاب أسلوب فريد من نوعه في العالم العربي الحديث، فقد خالف بأسلوبه وتراكيبه ودقة بيانه ما كان شائعًا في ذلك الوقت حول الكتابة الأدبية العربية، وقد مَهَد الكتاب لحركة عربية جديدة تمتاز بالشاعرية من نوع خاص التي ابتكرها جبران خليل جبران. كما قدم (جبران) من خلاله لونًا جديدًا من الأدب، الذي أطرب الآذان بألفاظه البديعة، وأخضع القلوب لجلال معانيه، كما أذهل الألباب بروعة الخيال فيه،[٥] وعمومًا فإن الكتاب يعتبر أنشودة ذات مستوى رفيع، ورسالة إنسانية سامية غاية في الروعة والجمال والإبداع.
الاستعارة والصور الفنية في كتاب دمعة وابتسامة خالف كتاب دمعة وابتسامة بتراكيبه ودقة بيانه كل ما سبقه من كتابات فقد كان بداية لحركة عربية جديدة يتأثر بها كل من قرأ أدبه من طلاب وقرّاء وحتى صحافيين وكتّاب، وعندما برز جبران خليل جبران بكتابه دمعة وابتسامة كان الكتاب والشعراء يملؤون العديد من البلدان مثل؛ مصر وسوريا والمهجر.
كما كانوا يملؤون الصحف والمجلات بكل ما لا يمت للأدب بصلة فهي عقيمة بليدة تخلو من الشعور كما أنها لا تمسُّ شغاف القلب، ولكن في الوقت الذي تم نشر كتاب دمعة وابتسامة فيه، قرأه الناس وتبدلت أفكارهم وعرفوا للمرّة الأولى من هو الشاعر الحقيقي هو الذي يعزف على أوتار قلوبهم الثكلى بأصابع من ذهب.
برزت في كتاب دمعة وابتسامة العديد من الصور الفنية وعبارات الاستعارة، وفيما يلي اقتباسات منها:
“تحملنا الحياة مِنْ مكان إِلَى مكان وتنتقل بنا التقادير مِنْ مُحِيْطٍ إِلَىْ آَخَرْ، ونحن لا نَرَىْ إلا ما وَقَفَ عَثَرَةً فِيْ سَبِيْلِ سيرنا ولا نَسْمَعُ سِوَىْ صَوْتٍ يخيفنا”. “وأنت أيها القلب سلام لك لأنك تستطيع أن تهزأ بالسلام وأنت غارق بالدموع وأنت أيتها الشفاه سلام لك لأنك تتلفظين بالسلام وأنت تتذوقين طعم المرارة”. “من لا يرى الأحزان لا يرى الفرح”. “فالزهرة لا تعود إلى الحياة إلَّا بالموت، والمحبة لا تصير عظيمة إلا بعد الفراق”. “هكذا تمر الليالي ونحن غافلون وتصافحنا الأيام ونحن خائفون من الليال”. “أنا ابنة العناصر التي حبل بها الشتاء وتمخَّض بها الربيع ورباها الصيف ونومها الخريف، أنا هدية المحبين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى