أكبر متحف للتمساح فى العالم
كتب / جمال أحمد حسن
يعد معبد كوم امبو الذى أقيم فى منطقة جميلة تطل على الشاطئ الشرقى لنهر النيل شمال محافظة أسوان بحوالى 45 كم أحد المعابد العريقة الذى يقبل عليه الزائرون من الوفود المصرية
والعربية و الأجنبية من شتى أنحاء العالم للتعرف على عظمة الحضارة المصرية القديمة.
تم بناء معبد كوم أمبو على أنقاض معبد قديم ، كان يسمى ” بر – سوبك ” أى منزل أو معبد المعبود سوبك ، أقيم خلال فترة حكم الأسرة 18 ، فى عصر الدولة الحديثة ، و تحديداً فى عصر الملك تحتمس الثالث و الملكة حتشبسوت ،
و يرجع المعبد فى صورته الحالية للعصرين اليونانى و الرومانى ، و إستغرق بناؤه حوالى 200 سنة ، حيث بدأ الملك بطليموس الخامس بناء المعبد حوالى 180 قبل الميلاد ، و تم عمل الرسومات والنقوش و الزخرفة فى عهد الإمبراطور
” تيبريوس ” فى العصر الرومانى حوالى 220 بعد الميلاد .
أما عن تسمية معبد كوم امبو بهذا الإسم ، فهى تتكون من كلمتين : ” كوم ” و هى كلمة عربية تعنى ” تل ” ، أو منطقة مرتفعة ، لأن المعبد بنى على منطقة مرتفعة ، أما كلمة ” امبو ” فهى مشتقة من كلمة “نوب ” فى اللغة المصرية القديمة ، و التى تطورت فى اللغة القبطية إلى
” إنبو” ، ثم فى اليونانية ” إمبوس ” التى تعنى ” الذهب ” .. أى أن التسمية تعنى : ” كوم أو تل الذهب ” ، لأن مدينة كوم امبو القديمة كانت تتحكم فى الطرق التجارية إلى مناجم الذهب فى الصحراء الشرقية ، و كذلك القوافل التجارية المتجهة إلى النوبة التى كانت تمثل
” أرض الذهب ” للمصريين القدماء.
كان المعبود “سوبك” الذى يرمز له بالتمساح أو هيئة إنسان برأس تمساح قد إنتشرت عبادته فى منطقة كوم امبو شمال محافظة أسوان ، و بنوا له معبداً يطل على نهر النيل هو معبد كوم امبو ، الذى خصص لعبادة المعبود
“سوبك ” ، إلى جانب عبادة “حورس الأكبر ” ، الذى رمز له بالصقر ، و من هنا أطلقوا علي هذا المعبد إسم ” المعبد المزدوج” ، حيث أن المعبد مقسم بالتساوي بين المعبودين ” سوبك” و “حورس” .
أقيم متحف التمساح إلى الشمال من معبد كوم امبو ، على الضفة الشرقية لنهر النيل بمحافظة أسوان ، و يضم المتحف 22 تمساحا من أصل 50 تمساح تم العثور عليها بالمنطقة القريبة من معبد كوم امبو .
و تختلف هذه التماسيح فى أعمارها ، حيث تعرض تماسيح فى مرحلة الجنين ، و كذلك تماسيح صغيرة و تماسيح كبيرة ، كما تختلف فى أطوالها حيث يصل بعضها إلى أكثر من 5 متر .
كما يعرض المتحف 8 تماسيح ملفوفة فى لفائف من الكتان ، و موضوعة فى توابيت من الفخار .
و يوضح المتحف طريقة تحنيط التماسيح المقدسة من خلال خمس مومياوات ، من حيث كيفية و مراحل تحنيط التماسيح ، و التى كانت تتم بنفس الدقة التى يتم إتباعها عند تحنيط الملوك و الكهنة و كبار رجال الدولة .
بالإضافة إلى عرض المحفة ، و هى عبارة عن منضدة مصنوعة من الخشب ، و التى كانوا يضعون عليها التماسيح المحنطة و يقدمون لها القرابين .
كما يحتوى المتحف على فترينة عرض التماسيح التى تعتبر أضخم فترينة تجمع مومياوات لتماسيح محنطة فى مكان واحد فى العالم كله ، و تم عرضها بطريقة رائعة ، حيث روعى فى تصميمها و طريقة عرضها أن تبدو كما لو كانت التماسيح تميل على الرمال ، و كأنها متجهة لتقترب من شاطئ نهر النيل على ضوء القمر ،
و ذلك بإستخدام وحدات إضاءة صناعية توحى بهذا الجو الأسطوري .
بالإضافة إلى نموذج مقبرة للتماسيح يحاكى ما تم إكتشافه فى جبانة الشطب ، و التى توضح من خلالها كيف كان يتم دفنها فى مدفن من الطمى الجاف ،
و تعرض التوابيت الفخارية التى إحتوت على مومياوات هذا الحيوان المقدس .
و كان المصريون القدماء عند وفاة التمساح يعاملونه كحيوان مقدس ، فكانوا يقيمون له طقوس التحنيط
و يدفنوه فى جبانة خاصة و تقدم له القرابين فى أوانى فخارية مملوءة بالطعام ، و كان يجرى الدفن فى شرق النيل بمنطقة من الطين الجاف فى مجرات خاصة ، لها قبو و تغطى بسعف النخيل ، و يلف التمساح بعد عملية التحنيط فى لفائف من الكتان ، كما كانت عيونه تطعم بعيون صناعية حتى يصبح مرهوب الشكل بعد وفاته .
كذلك يضم المتحف 20 لوحة من اللوحات التى تخص عبادة التماسيح ، بالإضافة إلى مجموعة من أجنة التماسيح، كما يحتوى أيضا على تماثيل بأحجام مختلفة للمعبود سوبك .
تم إفتتاح متحف التمساح فى 31 يناير عام 2012 ، و يعد من أكبر المتاحف العالمية المخصصة لحيوان واحد فقط ،
و هو التمساح المحنط ، حيث يحتوى على تماسيح محنطة من أيام المصريين القدماء ، و يوضح طريقة و كيفية تحنيط التماسيح .
لذلك يحرص الزائرون من المصريين
و العرب و الأجانب من مختلف جنسيات دول العالم على زيارته ضمن برامجهم السياحية عقب زيارتهم لمعبد كوم أمبو .