قصة
يحيى افندي ومتى تنهار الأمم
د. صالح العطوان الحيالي
يحيى أفندي يحيى (افندي) بن زكريا بن بيرام شيخ الإسلام ومفتي الديار الرومية في عصره تركي الأصل ولد ونشأ في استامبول وولي قضاء الشام ثم نقل إلى قضاء مصر وعزل وولي قضاء بروسة ثم ادرنة فقضاء استامبول وعزل وولي مرارا وما زال يتنقل إلى أن توفي في الروم ايلي وكان له في عصره الشأن الرفيع ومدحه كثير من الشعراء وجمعت فتاويه في كتاب رسمي ( فتاوي يحي افندي ) وله نظم غربي منه تخميس قصيدة البردة ..
” عندما أرسل السلطان سليمان القانوني للعالم الشهير “يحيى أفندي” متى تنهار الدول وما هي علامات انهيار الدولة ؟
كان رد يحيى أفندي : “ومالي ولهذا أيها السلطان ؟ ومالي أنا !؟!
- تعجب السلطان من هذا الجواب وتحير فقرر أن يذهب إليه بنفسه وسأله نفس السؤال
وقال له:“أرجو منك يا أخي أن تجيب على سؤالي وأن تعد الموضوع جديا وأخبرني ماذا قصدتَ من جوابك؟”.
قال يحيى أفندي :
“أيها السلطان! إذا انتشر الظلم في بلد وشاع فيه الفساد وقال كل من سمع وشاهد هذا الظلم والفساد”ما لي ولهذا؟” وانشغل بنفسه فحسب.. وإذا كان الرعاة هم الذين يفترسون الغنم، وسكت من سمع بهذا وعرفه..
وإذا ارتفع صراخ الفقراء والمحتاجين والمساكين وبكاؤهم إلى السماء، ولم يسمعه سوى الشجر والمدر …عند ذاك ستلوح نهاية الدولة!
وفي مثل هذه الحال تفرغ خزينة الدولة، وتهتزّ ثقة الشعب واحترامهم للدولة، ويتقلص شعور الطاعة لها، وهكذايكون الاضمحلال قدَرا …
المصادر
روائع التاريخ العثماني .. سليمان القانوني
يحيى افندي .. دار العلم للملايين
موسوعة التراجم والاعلام