مقالات

السر وراء سلوكيات الطفل السلبية

بقلم وليد محمد حسني
الطفل كيان إنساني سليم وليس حالة تربوية منحرفة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”ما من مولود إلا يولد على الفطرة ……….”
ليس هناك من يجهل هذه المقولة ولكن القليل منا من يستطيع توظيف هذا الموقف النظري في تعامله مع الطفل .
لأن المتأمل في نوع التدخل الذي نقوم به تجاه سلوك أطفالنا يدرك مباشرة أننا نتعامل معهم على اعتبار أنهم حالة تربوية منحرفة بلزمنا تقويمها لا باعتبارهم كيانا إنسانيا سليما كما يقتضيه فهمنا لمعنى الفطرة الوارد في الحديث الشريف
فنعمل بمقتضى ذلك المفهوم المنحرف على الوقوف موقفا سلبيا ومتسرعا تجاه سلوك لا يروق لنا ولا نفهمه فنحرم أنفسنا من الإنسياب إلى عالم الطفل الممتع الجميل .
إن من مقتضيات الإيمان بولادة الإنسان على الفطرة الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى قد منح الطفل من الملكات الفطرية والقدرات الأولية ما يؤهله ليسير في رحلته في هذه الدنيا على هدى وصواب .
وكما قال جون جراي في كتابه ( الاطفال من الجنة ) :
فبداخل بذرة التفاح الخطة المثلى لنموها وتطورها وبالمثل فبداخل عقل وقلب وجسم كل طفل الخطة المثلى لنمو هذا الطف وبدلا من التفكير في انه يجب علينا عمل شيء لنجعل ابنائنا يتصرفون بشكل جيد بجب أن ندرك أن اطفالنا بالفعل جيدون
وبذلك التصور سيتحدد نوع تدخلنا في كيانه والذي يتجلى في وظيفة محددة هي الإنضاج والتنمية لا التقويم والتسوية
أي ستقتصر وظيفتنا تجاه الطفل على تقديم يد المساعدة للطفل حتى ينضج تلك المواهب وينمي تلكم القدرات
وكما قال الإمام الغزالي :” إن معنى التربية مثل عمل الفلاح الذي يقلع الشوك ويخرج النباتات الاجنبية من بين الزرع ليحصل نباته ويكمل ريعه “
وإن من مقتضيات توظيف هذا الحديث الشريف أنه حينما نلحظ انحرافا حقيقا في سلوك الطفل فعلينا أن نراجع ذواتنا ونتهم أنفسنا ونلومها ونحاسبها لأننا سنكون نحن المسئولين عن تحريف تلك الفطرة التي وضعها الله تعالى بين أيدينا أمانة سليمة فلم نحسن الحفاظ عليها ولم نؤد حقها على الوجه المطلوب.
وهذه هي القاعدة
( احتياجات الطفل النفسية وراء سلوكياته السلبية )
لا يضطرب سلوك الطفل ابدا لأنه قد انحرف ولكن لأنه يعاني من جوع فيما يخص حاجة من حاجاته التربوية والنفسية
هذه القاعدة ينبغي أن تؤخذ باهتمام خاص لأنك عن طريق استيعابها والاقتناع بها فستوفر عليك جهدا كبيرا لا طائل منه في تعاملك مع طفلك
ومن بعض احتياجات الطفل النفسية
الحاجة إلى الاطمئنان
الحاجة إلى الحب المتبادل
الحاجة إلى الحياة الاجتماعية والخلطة والانتماء والعشرة والرابطة الأسرية
الحاجة إلى تقدير المحيطين له
الحاجة إلى الحرية
الحاجة إلى اعتراف الآخرين به
الحاجة إلى سلطة ضابطة تحدد له مجال الانطلاق
الحاجة إلى النجاح
هذه الحاجات ضرورة إنسانية من أجل تحقيق عملية التنشئة الاجتماعية والاندماج الاجتماعي
والتكيف من أجل تحقيق الشخصية السوية غير المضطربة
ومن خلال تحقيق التوازن بين هذه الحاجات وتنميتها وفق ضوابط ومعايير تحقق التوافق والتكامل بين سائر الوظائف النفسية الذاتية لدى الطفل ونبني الارضية التي يواجه من خلالها الطفل كل الأزمات النفسية والصدمات والاضطرابات والاحداث الطارئة بشكل إيجابي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى