بلبيس العراقة والقداسة
كتب / محمد مهدي
دائما ما تحدث لنا بعض المواقف تكون بمثابة إلهام للكتابة في أحد الموضوعات وهو ما حدث لي منذ أيام أثناء متابعتي لكلمة أحد نواب حزب مستقبل وطن عن دائرة بلبيس والعاشر من رمضان النائب حمودة محمد حمودة في لقاء جماهيري له بإحدى قرى مدينة بلبيس (حوض الندا ) ؛ حيث استوقفتني عبارة خلال حديثه عن حب الأوطان وتطرق في حديثه عن مدينة بلبيس وما بها من مساجد تاريخية مثل مسجد المنسي الذي تم بناءه في عهد الخليفة الفاطمي العزيز بالله ولا سيما أيضا مسجد سادات قريش أول مسجد تم بناءه في القارة الإفريقية وأشار أن المسجد يعد قطعة من البقيع لأنه يضم رفات العديد من الصحابة الذين استشهدوا في معركة بلبيس ضد الرومان في العام الثامن عشر للهجرة .
تلك العبارة حركت في ذهني للحديث عن تلك المدينة التي تجمع ما بين العراقة والقدسية.
مدينة بلبيس كانت مركز لعبادة الإله (بس) إله الفرح والسرور عند قدماء المصريين ؛ وكانت عاصمة لمقاطعة رقم (12) في مصر القديمة وكانت تسمى بأرض جاشان أو أرض جوشن حسب الرواية التوراتية.
ومن أرض جاشان تزوج نبي الله إبراهيم زوجته السيدة هاجر أم نبي الله إسماعيل وتنتسب إلى قرية غيتة بمركز بلبيس حاليا .
وفي أرض جاشان أصبح نبي الله يوسف عزيزا لمصر وأقطع بها الأراضي لأبيه نبي الله يعقوب وإخوته فتكاثروا بها وازداد عددهم وجاء من نسلهم نبي الله موسى بن عمران وأخيه هارون .
فلنا كل الحق أن ننعت أرض بلبيس بأرض الأنبياء؛ ولنا كل الحق أن نتباهى بأن أقدم مساجد إفريقيا ببلبيس وأن عددا كبيرا من صحابة رسول الله يرقدون بأرض بلبيس المباركة .
إنها بلبيس التي قال فيها عالم الدين الصوفي والرحالة والشاعر عبد الغني النابلسي الدمشقي حين زار مصر ومكث ببلبيس بجوار قبر الشيخ سعدون :
سقى الله وادي النيل فيه فسيحوا
وحفرات ماء جوفهن فسيح
ويا حبذا بلبيس والنخل راكع
صفوفها بها أبان أقبل ريح
كقامات غيد رافعات كفوفها
لنحو السماء والطل ثم يسيح
وفي نهاية مقالي أشكر من حرك أفكاري النائب حمودة محمد حمودة .