مقالات

الديانة في مصر القديمة

 
محمد محمود مهدي
على مدى التاريخ البشري لا نستطيع أن ننكر دور الجانب الروحاني والعقائد الدينية، فقد لعب الدين الدور الأكبر في الحضارات البشرية ولا سيما الحضارة المصرية القديمة.
ونستهل حديثنا بما ذكره المؤرخ الإغريقي هيرودوت عن المصريين القدماء فيما يخص أمور الدين والعبادة حيث قال : ( إن المصريين أكثر تقوى من سائر البشر ويهتمون كل الاهتمام بالشعائر المقدسة فقد سبقوا العالم في إقامة الأعياد والاحتفالات والمواكب العظيمة وعنهم تعلم الإغريق )
وتثبت لنا تلك الكلمات أن المصري القديم أولى للعبادة والدين أولوية كبيرة في حياته وأن معتقداته لها أكبر الأثر في حضارته وما تركه من آثار ؛ ومما لا شك فيه أن المصريين القدماء عظماء ولا أحد ينكر عظمتهم ولا أحد ينكر محبتهم لبلادهم أرضاً وسماءً وماءً وهواءً ونباتاً وحيواناً لدرجة أنهم قدسوا كل ذلك ؛ وهو الأمر الذي يفسر لنا هيئة المعبودات المصرية على شكل طيور وحيوانات وهو ما يفسر أيضا تقديسهم لنشر النيل والشمس.
ومن الإنصاف أن نذكر أن القدماء المصريين لم ينظروا إلى تلك المعبودات العديدة نظرة الإله الحقيقي في جوهره وإنما نظروا لها من نظرة القدسية والتعظيم وأنها مظهر من مظاهر الإله على الأرض.
وقد اختلفت الآراء حول كون المصريين القدماء وثنيين بسبب تعدد معبوداتهم وتماثيلهم أم أنهم كانوا موحدين .
ودعني أذكر لكم ما قاله الكاتب (والس بدج) في كتابه عن ديانة قدماء المصريين يصف فيها التسابيح التي كان يرددها المصريين القدماء أنها تسابيح موجهة لله الواحد وذكر أن المصريين القدماء كانوا موحدين بإله واحد وهو رب الكون المزود بروح لا تفنى.
وفي النهاية أذكر لكم أنه ما زال الكثير والكثير غامضا في الحياة الدينية عند المصري القديمة فلتصبر عزيزي القاريء حتى يبوح التاريخ بأسراره.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى