أدب

«أرهقتني نفسي الجامحة» بقلم: علياء إبراهيم

أرهقتني نفسي الجامحة
تريد الوعر تأبى الطرقات و المعابر الواضحة
قلت لها:
ليني و أستكيني
إرحمي جسدي الصغير النحيل العليل
فما عاد في وطني حناجر بالحق صادحة
أرهقتني نفسي الجامحة
ما عاد مطر و لا قمر و لا سفر و لا ريح
لا وردة لا زهرة و لا نبتة في حقل فسيح
لا قلاع لا تلاع لا شراع لا سباع
لا حقول لا عقول لا قلوب صافحة
أرهقتني نفسي الجامحة
كفاك ذهابا كفاك إيابا
كفاك غضبا كفاك عذابا
كفاك صياحا كفاك نباحا
فليس هناك غير الهرف و القرف
و ديكة بدون هدف
في المنابر كل يوم صائحة
أرهقتني نفسي الجامحة
أنظري حولك تأملي تمعني تفرسي
لا شيء هنا غير القتل و الغصب
و الفتك و النهب
لا شيء غير النفاق و الرياء
و الشقاق و الشقاء
و الأمراض و الأسقام و الجائحة تلو الجائحة
أرهقتني نفسي الجامحة
قالت لي :
سمعت فما أطعت
و إني لذاهبة ما إستطعت
نحو القمر المشع في الأفق الرحب
نحو النجوم المتناثرة المتكاثرة
في السماء من بعيد لائحة
أرهقتني نفسي الجامحة
كفاني قيودا كفاني أغلالا
كفاني صفودا كفاني أثقالا
كفاني حدودا كفاني أحمالا
سأظل أثور و حول أحلامي أدور
فإلى ما بعد هذا الزمان أنا طامحة
أرهقتني نفسي الجامحة
إلى إبتسامة طفلة من بعيد تلوح
من كل أطرافها رائحة الحرية تفوح
جريئة صريحة فصيحة نصوح
تزرع الحقول تقرع العقول
ترجم العبودية و الرجعية و التبعية
و لكل زيف هي فاضحة
أرهقتني نفسي الجامحة
أنا لست هنا
أنا هناك أسمعني أدفعني أرفعني
فما دام هناك في الحياة متسع للحياة
سأظل جامحة و جامحة و جامحة
أرهقتني نفسي الجامحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى