مقالات
مسجد القبلتين .. ما لا نعرفه في حادثة تحويل القبلة
كتب / محمد محمود مهدي
كلنا نحتفل كل عام بمناسبة تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام حيث الكعبة المشرفة في منتصف شهر شعبان ، ويحدثنا الأئمة عن قيمة المسجد الأقصى أولى القبلتين ومسرى رسولنا وعن تفاصيل تلك الحادثة العظيمة في تاريخ الأمة الإسلامية ، ولكن من منا يعلم مكان هذا الحدث ؟
إنه مسجد القبلتين بالمدينة النبوية مسجد ذو مكانة في ذاكرة المسلمين، وله مكانته عند المهتمين بالتاريخ الإسلامي فقد شهد تحوّل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، إضافة إلى أنه مثبت في السنة من خلال الأحاديث النبوية، ومسجل في ذاكرة التاريخ الإسلامي باعتباره أحد أهم وأبرز المعالم التاريخية ومن أعظم الآثار النبوية في المدينة المنورة بعد المسجد النبوي ومسجد قباء.
ويعد مسجد القبلتين من المساجد التي صلى فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويقال له مسجد بني سلمة .
وقد أعيد بناءه في عهد عمر بن العزيز ، وجدد أيضا في عهد السلطـان العثماني سليمان القانوني .
وعن قصة تحويل القبلة يروي ابن النجار عن عثمان بن محمد قال: زار رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إمرأة من بني سلمة يقال لها أم بشير في بني سلمة فصنعت له طعامًا فجاء الظهر فصلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأصحابه في مسجد القبلتين الظهر فلما صلى ركعتين أمر أن يتوجه إِلى الكعبة، فاستدار رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ففيه نزل الوحي عليه – صلى الله عليه وسلم – بالتحول إلى قبلة الكعبة المشرفة بعد أن كانت القبلة هي بيت المقدس، كان ذلك يوم 15 شعبان من العام الثاني للهجرة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عند صلاة الظهر. نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وبعد أن أتم ركعتين نزل عليه الوحي بالتحول إلى الكعبة المشرفة في قوله تعالى: (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) فسمي ذلك المسجد مسجد القبلتين، وكانت يومئذ أربع ركعات منها اثنتان إِلى بيت المقدس واثنتان إِلى الكعبة، ومنذ ذلك الحين عرف المسجد باسم (مسجد القبلتين) لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى فيه شطر صلاته قبل المسجد الأقصى والشطر الآخر قبل المسجد الحرام.
ويقع مسجد القبلتين في الجهة الغربية من المدينة في منطقة بني سلمة، وتحديدًا في هضبة (حرة الوبرة)
ونظرًا للأهمية التاريخية لمسجد القبلتين أمر خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل فهد بن عبد العزيز آل سعود بإِعادة بنائه في عام 1987. وتوسعته وفق أحدث التقنيات والتصاميم الهندسيـة مع إضفاء اللمسة الهندسيـة المعمارية ذات الطابع الإسلامي عليه ليكون مهيأ لأكبر عدد من الزوار والمصلين، وجرى بناء قاعة جديدة كاملة للصلاة فيها ومكان مخصص للنساء للصلاة، كما أنشئت صالة للوضوء، وصبغ حجارة المسجد باللون الأبيض، مع إضافة تجديدات أخرى تشمل الإنارة وأعمال الزخرفة والسجاد والتكييف والتدفئة وغيرها من التحديثات التي أضافت للمسجد طابعًا أثريًا ورونقًا جميلا رائعًا .
فكل عام وأنتم بخير في ذكرى تحويل القبلة .