مقالات
ليلة ماطرة
الاديب محمد ديبو حبو
المطر يتساقط بغزارة
الكل يسير بسرعة فائقة إلا تلك
المرأة تسير ببطء شديد وكأن تلك القطرات تتساقط على جسد صامت
يبدو بأن علامات التعب والحزن واضحة على ملامح وجهها الحزين ..
دنا شاب يعبر ذات الطريق من السيدة التي أثارت فضوله لمعرفة المزيد عن حالتها و سألها أمي … أمي…
هل لديك مشكلة ؟ لمَ أراك تسيرين ببطء رغم تساقط المطر بغزارة ؟
هي مجرد ثواني …هزت المرأة رأسها واستدارت نحوه قائلة :
يابني المطر نعمة والولد قد أصبح نقمة …آه يا بني… ولدي الذي حملت به تسعة أشهر في بطني طردني ولم يأبه ما مدى تأثير البرد على جسدي …
ابتسمت زوجته حين طردني ..
آه يا بني ما أصعب تلك الثواني الأخيرة التي نطق بها ابني تلك الكلمات القاسية…
خرجت ومعي القليل من المال …
توجهت لبعض الفنادق وإذا ما أملكه من مال لا يمنحني حتى آجار ليلة …
حتى الرحمة في قلوب البشر قد انتزعت فقد طلبت من أحدهم أيوائي في هذه الليلة الباردة لحين بلوغ الفجر إلا أنه رفض بحجة أنه موظف ولا يستطيع تحمل أي إجراء غير قانوني قد يؤدي إلى فصله من العمل…
الشاب ودموع الرحمة بدأت تنهال على خديه ، أمي أرجوك لا تبكي سأحاول أن أساعدك قدر الإمكان،
الشاب متحدثاً مع نفسه ماذا أفعل وليس لدي مال كافٍ
لإيواء هذه المرأة المسنة
يارب ساعدني وماهي إلا لحظات وإذا بسيارة كبيرة فخمة توقفت عن السير فتح الباب رجل طويل القامة
نادى للشاب استغرق الحوار بعض الوقت …تابعت السيارة مسيرها لبضعة أمتار وتوقفت ، حينها عاد الشاب لتلك المرأة المسنة مبتسماً.
أمي، أتدرين من هذا الرجل الذي نزل من السيارة وتحدث معي لبعض الوقت ..المرأة المسنة للشاب
من يكون الشاب للمرأة المسنة
أمي، قال لقد سمع صوت ندائك فأتى لتلبية النداء ، توقفت المرأة المسنة عن السير ثم ركعت لله سبحانه و تعالى
مرددة اللهم لك الحمد في اليسر والعسر اللهم لك الحمد على نعمك التي لا يحصيها غيرك. اللهم لك الحمد حمداً لا ينبغي إلا لك، لا إله إلا أنت، فرجت كربي فلك الحمد…
الأديب محمد ديبو حبو