“جبل الموتي” من عجائب واحة سيوة
كتب نصر سلامة
يقع جبل الموتي بواحة سيوة علي بعد 560 كيلومتر شمال غرب القاهرة، ويعتبر من أحد أهم المعالم الاثرية و يعود تاريخه إلى عصر الأسرة السادسة والعشرين.
وهو عبارة عن جبل مخروطي الشكل يبلغ ارتفاعه50 مترا ويتكون من تربة جيرية ويعد بمثابة جبانة أثرية، يتميز الجبل بمنظره العجيب فمن أسفله إلي أعلاه عبارة عن مقابر للموتي منحوتة على شكل خلية نحل من الحجر على هيئة صفوف منتظمة ومتتالية بشكل هندسي يشبه شكل الواحة القديمة، وقد ساعدت طريقة الحفر في الصخر علي بقاء نقوش معظم المقابر بصورة جيدة من الحفظ لعدم تعرضها للعوامل الخارجية، ولم يقتصر استخدام هذه المقابر خلال الاسرة السادسة والعشربن فقط بل امتد استمر الي العصر الروماني المتأخر.
ومن أهم المقابر المحفورة بجبل الموتي ، مقبرة “با تحوت”، ومقبرة “ميسو إيزيس”، ومقبرة “التمساح”، الى جانب مقبرة “سي آمون” التي تعد الافضل من بين هذه المقابر .
وقد سجل المصري القديم علي جدران مقبرة “سي آمون” مشاهد من الحساب يوم القيامة بما يترجم عقيدة المصري القديم في البعث والخلود”، كما تزينت جدران المقبرة برسوم فنية جمعت بين الفن المصري واليوناني بشكل رائع.
يرجع تاريخ اكتشاف جبل الموتى إلى عام 1944، خلال الحرب العالمية الثانية، حين اتجه أهل سيوة إلى الجبل بدافع الاختباء به، ثم اكتشفوا وجود هذه المقابر التي تقع داخله والتي تعود للفترة ما بين القرنين الرابع والثالث ق.م، والتي أعيد استعمالها خلال العصرين اليوناني والروماني.
ومن أجمل المقابر الموجودة مقبرة سي أمون وهي تنتمي إلي أحد الأثرياء الاغريق والذي كان يتبع الديانة المصرية القديمة. وعاش بسيوة ودفن فيها طبقا لتلك الديانة وتم الحفاظ علي تلك المقبرة بشكل جيد. وتتمتع هذه المقبرة بمجموعة من النقوش البارزة وتضم رسما يمثل المعبودة نات وهي واقفة تحت شجرة الجميز.
ثم مقبرة أخرى أطلق عليها اسم مقبرة التمساح وسميت بهذا الاسم نسبة للرسوم المنقوشة عليها وهي عبارة عن شكل تمساح أصفر اللون يمثل المعبود سوبيك وتمثل هذه المقبرة هيكلا أشبه بكهف مكون من ثلاث حجرات ولم يتم التعرف علي صاحب هذه المقبرة حتي الآن. ومقبرة أخرى تسمي ثيبر باثوت وهي مزينة برسومات ونقوش ساحرة مصبوغة باللون الأحمر الذي يغلب علي الأواني الفخارية المستخدمة في سيوة حتي الآن ويرقد في تلك المقبرة تابوت حجري موضوع علي أرضية غرفة الدفن.وبالصعود إلي أعلي الجبل يمكن مشاهدة مناظر رائعة الجمال والجاذبية لواحة سيوة التي شكلت في مجملها العديد والعديد من معالم وكنوز الصحراء الكبرى.