عبدالمنعم رياض.. الجنرال الذهبى اسم محفور فى وجدان الوطن
امل كمال
تبجيل دماء الشهداء الطاهرة، مكمن وسر العقيدة العسكرية للقوات المسلحة المصرية، حيث تواصل المؤسسة العسكرية ترسيخ المثل والقدوة، والتعبير عن المبادئ والقيم والأخلاقيات، برجالها وقادتها، فى كل المواقف، ليكون يوم الشهيد هو أحد أهم تلك المبادئ التى ترسخت من أجل تكريم الشهداء.
يواكب يوم الشهيد، التاسع من شهر مارس، من كل عام، وهو ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق فى عام 1969 فى أرض القتال، والذى سيظل تاريخا محفورًا فى وجدان هذا الوطن وعنوانا لأشرف معانى التضحية والفداء.
ليظل اسم الفريق أول عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة، خالدًا على مر الزمن رمزًا للشهادة والفداء من أجل الوطن.
ولد الفريق أول محمد عبد المنعم محمد رياض عبدالله، فى الـ 22 من أكتوبر عام 1919، فى حى “سبرباى” أحد أحياء مدينة طنطا بمحافظة الغربية.
ونشأ فى أسرة عسكرية، حيث كان والده هو القائم مقام “عقيد” محمد رياض عبد الله، قائدا لـ بلوكات الطلبة بالكلية الحربية، والتى تخرج على يديه الكثير من قادة المؤسسة العسكرية.
وتدرج الجنرال الذهبى فى المراحل التعليمية، حيث بدأ دراسته فى كتَّاب القرية، ثم انتقل بمراحل التعليم المختلفة حتى حصل على الثانوية العامة من مدرسة الخديوى إسماعيل.
والتحق عبدالمنعم رياض، فى بداية رحلته مع التعليم الجامعى بكلية الطب بناء على رغبة أسرته، واستمر فى الدراسة لمدة عامين، ثم اعتذر وفضَّل الالتحاق بـ الكلية الحربية التى كان قلبه متعلقا بها.
عبدالمنعم رياض
وكان انتهاء دراسته فى الكلية الحربية بداية مسيرة حافلة مع الحياة العسكرية، حيث انتهى الفريق عبد المنعم رياض من دراسته بـ الكلية الحربية فى عام 1938، وتخرج منها برتبة ملازم ثانٍ، ثم نال شهادة الماجستير فى العلوم العسكرية عام 1944، وكان ترتيبه الأول على دفعته.
وواصل دراسته لاكتساب خبرات ومهارات أكبر كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بامتياز فى إنجلترا عامى 1945، و1946.
عبدالمنعم رياض
وكذلك، أكمل “رياض” دراسته بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وحصل على زمالة كلية الحرب العليا عام 1966، وفى عامى 1962 و1963 اشترك عبد المنعم رياض وهو برتبة لواء، فى دورة خاصة بالصواريخ بمدرسة المدفعية المضادة للطائرات حصل فى نهايتها على تقدير الامتياز.
ومع دراسته العلوم العسكرية أجاد أيضًا الشهيد عبد المنعم رياض عدة لغات منها الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية والروسية.
وبدأ الجنرال الذهبى حياته العسكرية، فى عام 1941، بعد تخرجه من الكلية الحربية فى سلاح المدفعية، حيث التحق بإحدى البطاريات المضادة للطائرات فى المنطقة الغربية العسكرية، ليخوض أقوى التجارب العسكرية فى ميدان المعركة حيث اشترك فى الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا وإيطاليا.
عبدالمنعم رياض
ومع خبرته فى الحرب العالمية الثانية، عمل عبدالمنعم رياض، خلال عامى 1947، و1948 فى إدارة العمليات والخطط فى القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان فى فلسطين، ومُنح على أثر ذلك، وسام الجدارة الذهبى لقدراته العسكرية التى ظهرت آنذاك.
وفى عام 1951، تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات، وكان وقتها برتبة مقدم، وبعد عامين فى عام 1953، عين عبد المنعم رياض قائدا لـ اللواء الأول المضاد للطائرات فى الإسكندرية.
وسافر الجنرال الذهبى إلى الاتحاد السوفيتى فى بعثة تعليمية لإتمام دورة تكتيكية تعبوية يالأكاديمية العسكرية العليا، وأتمها فى عام 1959 بتقدير امتياز، وهناك حصل على لقبه الشهير الجنرال الذهبى.
عبدالمنعم رياض
وبعد عام فى 1960 شغل “عبد المنعم رياض” منصب رئيس أركان سلاح المدفعية، ثم انتقل فى عام 1961 ليكون نائب رئيس شعبة العمليات برئاسة أركان حرب القوات المسلحة، وفى عام 1964، عُين رئيسا لأركان القيادة العربية الموحدة، ثم رُقِّى فى عام 1966 إلى رتبة فريق.
ومع توقيع مصر والأردن اتفاقية الدفاع المشترك، عين الفريق عبد المنعم رياض، قائدا لمركز القيادة المتقدم فى عمان، ووصل إليها فى الأول من يونيو 1967 مع هيئة أركان صغيرة من الضباط العرب لتأسيس مركز القيادة، وحينما اندلعت حرب 1967 عين عبد المنعم رياض قائدا عاما للجبهة الأردنية.
عبدالمنعم رياض
وفى 11 يونيو 1967 اختير الفريق عبد المنعم رياض رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة، وبدأ مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الجديد الفريق أول محمد فوزى إعادة بنائها وتنظيمها.
عبدالمنعم رياض
وظل الفريق عبدالمنعم رياض، يقود إعادة بناء القوات المسلحة ويحقق الإنجازات فى ميادين المعركة بحرب الاستنزاف، حتى استشهاده فى التاسع من شهر مارس فى عام 196، على ضفة القناة فى أرض القتال، ليظل اسمه محفورًا فى وجدان هذا الوطن وعنوانا لأشرف معانى التضحية والفداء، ويكون يوم استشهاده هو يوما لكل شهيد