كلام رياضي جدا
بقلم د. طارق الأدور
لا زالت قضيتي التي تحدثت عنها طوال الأسابيع الماضية حول الفشل التام لمنظومة الناشئين في مصر مستمرة، فمنذ تابعت الكتابة عن تلك القضية التي كانت ضمن سلسلة مقالاتي عن علاج الكرة المصرية وأنا أتلقى يوميا العديد من الرسائل من آباء الأطفال الموهوبين وكل منهم يحكي قصة إبنه الموهوب الذي تحطمت أحلامه بأن يكون نجم من نجوم الكرة بسبب عدم توافر المادة التي أصبحت الأندية تطلبها والأكاديميات تحصل عليها.
الأغلبية من الأسر تشكو من عدم قدرتها على دفع المقابل المادي وهم من قرى ونجوع مصر، وأن مسار النجوم الكبار وعلى رأسهم محمد صلاح نجم مصر الذي قفز إلى العالمية وهو قادم من قرية نجريج الصغيرة في الغربية أصبح مستحيلا، لأن الكرة تحولت من لعبة الفقراء إلى لعبة من يملك المال كي يفي بمتطلبات الأندية والأكاديميات الآن ، بينما لم يعد للفقراء مكان في المنظومة.
والحقيقة التي ذكرتها من قبل ان كرة القدم لا تعرف الطبقية، فهي لعبة الجميع غني وفقير، كبير وصغير، متعلم وجاهل، ولكن الأطفال القادمون من أسر فقيرة هم من يتحملون المشقة البالغة في طريق النجومية ولديهم الجلد والصبر على الصعاب، أكثر من أطفال الأسر الغنية الذين تكون لديهم إهتمامات أخرى وغالبا لا يتحملون نفس المشقة، لأن الكرة قد تكون الحلم الأكبر للفقراء كي يخرجوا للضوء، وتابعوا كيف كان صلاح يحكي المشقة البالغة التي تحملها وهو يركب 8 مواصلات يوميا لينتظم في مران المقاولون العرب وهو ناشيء حتى أصبح الآن من خيرة نجوم العالم.
وقد قرأت العديد من الدراسات التي القت الضوء على كم النجوم الذين تألقوا في الكرة المصرية وهم قادمون من القرى والنجوع النائية على حساب القادمين من الطبقات القادرة وهي تمثل أكثر من 90 % من النجوم التاريخيين للكرة المصرية. وتلك الدراسات تقول أنك يمكن أن تخرج بثلاثة لاعبين من كل مائة من المواهب المختارة بعناية من الطبقات الفقيرة مقابل لاعب واحد من كل عشرة آلاف من الطبقات القادرة أي نحو 300 ضعف لصالح الأسر الفقيرة.
وأشبه ما يحدث في الإختيارات الآن في مجال الكرة بالمثل الشهير “نبحث عن إبرة في كوم قش” وبالتالي خرجت كل منتخباتنا للناشئين والشباب من جميع البطولات العربية والأفريقية وأخرها الخروج المخزي من كأس الأمم الأفريقية للشباب لأننا لم نعد للبحث عن المواهب بإستراتيجيات سليمة.
وربما فجرت كأس الأمم الأفريقية للشباب التي إستضافتها مصر مؤخرا القضية مرة أخرى وبخاصة بوصول منتخبين لم يكن لهما أي تاريخ على مستوى هذه المراحل السنية وهما منتخبا السنغال وجامبيا لأنهما عملا بشكل علمي للبحث عن المواهب في أماكنها الحقيقية دون أن تتحول الكرة إلى بيزنس الغرض منه الكسب المالي فقط.
هكذا كسبت السنغال وجامبيا مجموعة كبيرة من المواهب ظهرت بشكل رائع في البطولة وأصبحوا ذخيرة مستقبلية للدولتين وبخاصة السنغال التي أصبحت زعيم القارة الأفريقية وبطل كل مسابقات القارة وهي لا تصرف على الكرة واحد في المائة مما نصرف.
هم كسبوا النجوم الحقيقيين ونحن كسبنا المال الذي ذهب إلى جيوب السماسرة وأصحاب البيزنس وخسرنا كل شيء.
قدمت العديد من الحلول سابقا ولكنني سأكرر المحاولة مرة أخرى لاحقا؟؟
[email protected]
أقرأ التالي
2025-04-23
الشباب والرياضه بالغربية تستأنف عملها بالمشروع القومي للموهبه والبطل الاولمبي
2025-04-23
خالد جلال مديرا فنيا لـ سموحة عقب نهاية الموسم
2025-04-22
الشباب والرياضة بالغربية تنظم البرنامج التدريبي لرفع كفاءة العاملين
2025-04-21
الزمالك يصدر بيانا رسميا بشأن زيزو
2025-04-20
اتحاد الجمباز يعلن قائمة منتخب مصر المشاركة في كأس العالم القاهرة 2025
2025-04-20
الاوليمبي السكندري يزحف لدوري المحترفين بفوز هام على القزازين
2025-04-17
وزير الشباب والرياضة يتابع أعمال تطوير المدينة الشبابية برأس البر ١
2025-04-17
على خطى الاسطوره المصرية…ليفربول يجدد عقد نجمه
2025-04-17
الاتحاد المصري يعلن اسباب اختيار موعد نهائي كأس مصر بين الزمالك وبيراميدز
2025-04-17
أبو ريدة يشكر موتسيبي والسبب الأهلي وبيراميدز
زر الذهاب إلى الأعلى