قواعد الكشف عن التمثال الأثري والمقلد
كتب نصر سلامة
عدم خبرة كثير من مفتشي الآثار في الكشف عن التمثال و الأثر الأصلي والمقلد يمكن أن يتسبب في خسائر و مخاطر جسيمة وتجعلنا نفقد آثار قد تكون أصلية ، لذا نناقش بعض القواعد التي تساعدنا في التفريق بين التمثال الأثري والمقلد وخاصة مع ظهور طرق ومعدات حديثة تتقن التقليد جيدآ.
إن إثبات قطعة بأنها أثرية أو مقلدة ينتج عنه أمور هامة مثل تسجيل القطعة لو كانت أثرية وحفظها في مخازن أو متاحف ودراسة السمات الفنية الخاصة بها وهذا بلا شك يمثل تضارب كبير في الدراسات الفنية التي اعتمدت علي قطع أثرية أصلية، ولو كانت مقلدة فهي لاتحتاج اي اهتمام وربما نكتشف بعدها أنها أثریة، ولكن كيف نتأكد من سلامة ودقة قرارنا خاصة مع عدم تدريس مادة بهذا الموضوع بمختلف الجامعات المصرية المتخصصة في مجال الآثار.
يذكر الشاذلي النبراوي “مفتش آثار معبد إسنا” أن مراحل التفريق بين التمثال الأثري والمقلد يخضع لبعض البنود الهامة مثل
* مراجعة مادة صنع التمثال أن كان من الحجر ام من العجائن.
* دراسة الكتابات المسجلة علي التمثال وأن كان لها معني سليم أم مجرد حروف عشوائية.
* التأكد من تناسق النسب التشريحية وتطبيق السمات الفنية للفترة الزمنية للتمثال.
* مراجعة عوامل التلف علي التمثال أن كانت طبيعية ام مصطنعة.
ويذكر النبراوي أن الفنان المصري القديم حرص علي السيمترية في نحت التماثيل وكان يضع خط وهمي علي التمثال بحيث يقسمه الي نصفين متساويين ويظهر هذا بوضوح في جميع التماثيل الملكية.
ويضيف النبراوي أن الكتابة من أهم الطرق لكشف التمثال المقلد حيث أن أغلب المقلدين لا يخرجوا من بين اثنين احدهما يقوم بكتابة حروف وكلمات غير منسقة ولا تؤدي الي معني صحيح بهدف ملئ الفراغات بالكتابة فقط ويعتمد في ذلك علي ثقة أن اللغة المصرية القديمة لا يوجد متخصصين فيها إلا القليل جدا، وفي هذه الحالة يكون المتخصص قادر علي ترجمة هذه الكلمات وكشف صحة معانيها أو خطأها.
ومنها أيضا كتابة الكلمات عن طريق النحت علي تمثال مقلد ويبدو لنا لون مختلف بين الحروف المنحوتة ولون التمثال بما لا بدعو مجال للشك بأنه مقلد.
من هنا نستطيع أن نقول بأهمية وضرورة حصول مفتشي الآثار الذين يقوموا بالعمل بالمنافذ والمواني المصرية علي دورات تدريبية متخصصة في مجال الكشف عن الآثار المقلدة حفاظا علي آثارنا من العبث.