سياحه وآثارمقالات

الأم ودورها في حياة المصري القديم

كتب نصر سلامة

تحتفل مصر ومعظم دول العالم في 21 مارس من كل عام بـعيد الأم وان كان يختلف توقيته في بعض الدول ، هذا اليوم الذي يعتبره المجتمع رمزا لعطاء الأم الذي لا ينتهي ، والذي يتزامن مع حلول فصل الربيع وهو فصل العطاء والخير للجميع.
اعتني المصري القديم بالأم منذ آلاف السنين، وتعتبر الحضارة المصرية من أول الحضارات التي قدست الأم ، بل إن عددا كبيرا من معبوداتهم كان من الامهات واتخذوا إيزيس رمزا للأمومة.
وقد صورت لنا نقوشهم علي جدران المعابد مدي احترامهم وتقديرهم لدور الأم، كما عثرنا علي بعض لفائف البردي التي تبرز مكانه الأم، فيوجد عدد كبير من النصوص والكتابات التي توضح تلك المكانة واحترامهم لها، ويقول بعض حكماء المصريين إن دعاء الأبناء لا يصعد إلى السماء إلا إذا خرج من فم الأمهات. وكانوا يحرصوا بأن ينصحوا أولادهم بإحترام أمهاتهم، ومن ضمن الحكم ألمتعلقة بالابن عندما يتزوج بأن يعامل زوجته كما يعامل أمه.
ومن أجمل الكتابات التي سجلوها عن الأم ودورها في الحياة هذه العبارات التي كشفنا عنها في بردية الحكيم المصري القديم “آني” وهو ينصح ابنه قائلا «أطع أمك واحترمها، فإن الإله هو الذى أعطاها لك، لقد حملتك فى بطنها حملا ثقيلا ناءت بعبئه وحدها، دون مساعدة وعندما ولدتك قامت على خدمتك وكانت أم رقيقة لك، ثم أرضعتك ثلاث سنوات، وأرسلتك إلى المدرسة كى تتعلم الكتابة، وفى كل يوم كانت تنتظرك بالخبز والجعة فى بيتها، فإن أنت شببت وتزوجت واستقررت فى دارك. فتذكر أمك التى ولدتك.. لا تدعها تلومك وترفع كفها إلى الإله فيسمع شكواها».

ومن أشهر المناظر التي تمثل محبة الأم لاطفالها هذه اللوحة الفنية الجميله للملكة نفرتيتي وهي جالسة ومعها اثنين من أطفالها، احدهما نجده يجلس علي قدميها والآخر وهو يتسلق علي كتفها ويداعب وجهها ويبدو علي ملامحها منتهي السعادة، تماما مثلما نشاهد هذا المنظر كثيرا في حياتنا اليومية .
وتعتبر المعبودة إيزيس من اهم واشهر النماذج التي تعبر عن حنان الام ، فلم يخجلوا ان يصوروها كثيرا وهى ترضع وليدها حورس، فصارت رمزا للأمومة والحماية من الشر أو السحر، الي جانب ما قامت به في رحلة البحث عن زوجها ووقوفها بجانبه ودفاعها عنه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى