الولد الصالح” صلاح الأبوين وجهادهم يعني صلاح الامة “
د.صالح العطوان الحيالي
هذا ابو الانبياء ابراهيم يدعوا الله له ولذريته عندما كان يرفع قواعد بيت الله. فيقول:-
(وَإِذۡ یَرۡفَعُ إِبۡرَ ٰهِـۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَیۡتِ وَإِسۡمَـٰعِیلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا مُسۡلِمَیۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّیَّتِنَاۤ أُمَّةࣰ مُّسۡلِمَةࣰ لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبۡ عَلَیۡنَاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ رَبَّنَا وَٱبۡعَثۡ فِیهِمۡ رَسُولࣰا مِّنۡهُمۡ یَتۡلُوا۟ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتِكَ وَیُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَیُزَكِّیهِمۡۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ وَمَن یَرۡغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبۡرَ ٰهِـۧمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَقَدِ ٱصۡطَفَیۡنَـٰهُ فِی ٱلدُّنۡیَاۖ وَإِنَّهُۥ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ إِذۡ قَالَ لَهُۥ رَبُّهُۥۤ أَسۡلِمۡۖ قَالَ أَسۡلَمۡتُ لِرَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ وَوَصَّىٰ بِهَاۤ إِبۡرَ ٰهِـۧمُ بَنِیهِ وَیَعۡقُوبُ یَـٰبَنِیَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّینَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَاۤءَ إِذۡ حَضَرَ یَعۡقُوبَ ٱلۡمَوۡتُ إِذۡ قَالَ لِبَنِیهِ مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِیۖ قَالُوا۟ نَعۡبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ ءَابَاۤىِٕكَ إِبۡرَ ٰهِـۧمَ وَإِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَ إِلَـٰهࣰا وَ ٰحِدࣰا وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ)
[سورة البقرة 127 – 133] و زكريا يدعوا ربه:-
(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِیَّا رَبَّهُۥۖ قَالَ رَبِّ هَبۡ لِی مِن لَّدُنكَ ذُرِّیَّةࣰ طَیِّبَةًۖ إِنَّكَ سَمِیعُ ٱلدُّعَاۤءِ فَنَادَتۡهُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَهُوَ قَاۤىِٕمࣱ یُصَلِّی فِی ٱلۡمِحۡرَابِ أَنَّ ٱللَّهَ یُبَشِّرُكَ بِیَحۡیَىٰ مُصَدِّقَۢا بِكَلِمَةࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَسَیِّدࣰا وَحَصُورࣰا وَنَبِیࣰّا مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ)
[سورة آل عمران 38 – 39] ونبي الله ابراهيم يقول لربه:-
(وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَ ٰهِیمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَـٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنࣰا وَٱجۡنُبۡنِی وَبَنِیَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ)
[سورة إبراهيم 35] ويقول:-
(رَّبَّنَاۤ إِنِّیۤ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّیَّتِی بِوَادٍ غَیۡرِ ذِی زَرۡعٍ عِندَ بَیۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِیُقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَةࣰ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِیۤ إِلَیۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَ ٰتِ لَعَلَّهُمۡ یَشۡكُرُونَ)
[سورة إبراهيم 37] ويقول :-
(ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی وَهَبَ لِی عَلَى ٱلۡكِبَرِ إِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَۚ إِنَّ رَبِّی لَسَمِیعُ ٱلدُّعَاۤءِ☆ رَبِّ ٱجۡعَلۡنِی مُقِیمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّیَّتِیۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَاۤءِ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لِی وَلِوَ ٰلِدَیَّ وَلِلۡمُؤۡمِنِینَ یَوۡمَ یَقُومُ ٱلۡحِسَابُ)
[سورة إبراهيم 39 – 41] ايها المسلمون تمسكوا بتوصية ابيكم ابراهيم واعملوا على صلاح ذريتكم لانهم استمرار لكم . واعلموا ان خير ما تتركون وراءكم عمل صالح وولد صالح يدعوا لكم.
الولد لغة يطلق على الذكر والأنثى كما في قوله تعالى ” يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين”
الولد الصالح ثمرة وتربية الوالدين الصالحين . بين نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم النعمة الكبرى التي يمنها الله على الإنسان حينما يرزقه ولدا صالحا . فهو كالريحانة التي تملا محيطه عطرا بريح النفس ويملا القلب بهجة وسرور. لكنه ليس ريحانة من رياحين الدنيا بل ريحانة من رياحين الجنة فرحانة الدنيا لم تصل إلى مرتبة يشبه بها الولد الصالح من هنا شبه النبي صلى الله عليه وسلم بريحانه من رياحين الجنة وأكد الإمام الصادق عليه السلام حينما قال ” من سعادة الرجل الولد الصالح ” . وأثره في الدنيا لايخفى على احد سواء على المجتمع الذي ينتفع به أو على والديه اللذين يستعينان به وهذا ماذكره الإمام زين العابدين عليه السلام ” من سعادة الرجل أن يكون له ولد يستعين به ” . أن ما يفعله الولد الصالح من أعمال صالحة يكون بسببها لوالديه الأجر مثل أجره قال صلى الله عليه وسلم ” انه من أطيب ما اكل الرجل من كسبه وولده من كسبه ” . البر لوالديه وطاعة والديه والادب في الكلام مع والديه والانفاق على والديه والدعاء لوالديه والصدقة عن والديه وصلة الارحام .. ولكن من أين ياتي الولد الصالح من خلال هذه الملاحظات :-
١- من أين يأتي الولد الصالح ، وأمه شغلها الشاغل الأكل والبيت والنِّت والسوق؟! .
٢- من أين يأتي الولد العالِم أو الحافظ، وأمّه تصبر على الفيس بالساعات ولا تصبر على الجلوس معه ساعةً ليحفظ نصف صفحة من القرآن أو ليحفظ حديثاً؟! .
٣- من أين يأتي الولد الصالح، و لا يجلس معه أحد من والديه ساعة ليسمع فيها قصص الصالحين؟!.
٤- من أين يأتي الولد القائد، و المال يُصرَف على المكياج والكماليات، ولا يُستثمَر في تعلُّم ما یفید؟!.
٥- من أين يأتي الولد الهادئ، وصراخ والديه يسمعه الجيران؟!.
٦- من أين يأتي الولد ذو الشخصية القوية المعتز بذاته، وطول الوقت يُسَبُّ و يُهان ويُنتقَد أمام إخوته وأصدقائه؟!.
٧- من أين يأتي الولد الصالح ووالداه لا يصبران على مجالس العلم والذكر وتعلُّم الأحكام؟! .
٨- من أين يأتي الولد الصالح وقد انشغل الأب عن متابعة أبنائه ولم يتعاون مع الأم للقيام بأمانة التربية؟!.
٩- من أين يأتي الولد الصالح وقد اقتصر الاهتمام على جانب المظاهر والدنيا، وأُغفل جانب الروح والصلاة والقرآن والدين؟! .
١٠- من أين يأتي الولد الصالح وقد أعطيناه هاتفاً خاصّاً به منذ نعومة أظفاره، ولم نراقب ما يشاهده من برامج على اليوتيوب أو غيره؛ لينفتح ذهنه على هذا العالم المفتوح المخيف؟!….
صلاح الأبوين وجهادهم يعني صلاح جيل، يعني صلاح أُمّة ..
نسأل الله العفو والعافية والسلامة من هذه الامراض التي تهدم الأسرة وأفرادها….
المصادر
القرآن الكريم
صحيح مسلم
ازهري احمد محمود . بر الوالدين
المجلسي. بحار الانوار
الحر العاملي . وسائل الشيعة