الملك فاروق ظالمٱ أم مظلوما ؟!
كتب/ محمد فاضل عبدالصادق
هو أخر ملوك أسرة محمد علي الذي تولى حكم مصر من عام 1936م: 1953م إنه الملك فاروق بن أحمد فؤاد الأول بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي باشا
كانت فترة حكم الملك الشاب مليئه بالإضطرابات والأحداث الهامة حيث لم نرى في تاريخ مصر المعاصر ما رأيناه من جدل واسع وتساؤلات ومناقشات عن هذا الملك «فاروق» يتجلى هذا نظرٱ لما شهدته فترة حكمه بأحداث أثارت الجدل في التاريخ المصري المعاصر،
ولعل أبرز التساؤلات التي ما زالت تُثار إلى الآن من قبل النقاد، والمؤرخين، والإعلاميين، والعامة من الناس هل كان الملك فاروق ظالمٱ، أم ظلمهُ التاريخ؟!
وبالإجابة إلى هذه التساؤلات نرى أن الملك فاروق لم يكن بالملك المستبد الظالم الذي صوره بعضا من النقاد، والكتاب، وحتى العامة الذين لم يتعمقوا في سيرته ولم يقرأوها جيدٱ.
وحينما نتتطرق إلي القضية الأفزع في تاريخ مصر المعاصر في ذاك الوقت ألا وهي (صفقة الأسلحة الفاسدة المزعومة التي دخلت بها مصر حرب فلسطين 1948م وهُزمت على يد الصهاينة)
بالنظر إلى عمق القضية وأسرارها الخفية التي ظهرت فيما بعد نستطيع أن نقول بأن صفقة الأسلحة الفاسدة التي روج لها الكثير من الناس والتي أخذت ضجة كبيره هي في الأساس أتت من معلومات مغلوطة في ذاك الوقت مكنت بعض من الكارهين والحاقدين على الملك فاروق بأن يثيروا الجدل حول صفقة الأسلحة التي خسرت بها مصر والعرب حرب فلسطين،
وظل هذا عالقٱ في الأذهان إلى مدة كبيرة من الزمن، إلى أن وُضعت في المناهج الدراسية في كتاب التاريخ بأن صفقة الأسلحة الفاسدة المزعومة هي السبب الرئيسي لهزيمة مصر في حرب فلسطين!.
وحينما نقرأ مقالات (سعد الدين الشاذلي) وكان حينها ملازم أول في عهد الملك فاروق وشهد حرب فلسطين حيث قال بأن صفقة الأسلحة التي استوردتها مصر من بريطانيا لم تكن فاسدة بل كانت من بقايا الحرب العالمية الثانية المتطورة التي أسيئ إستخدامها من قبل الجيش المصري ويتجلى ذلك حينما قال بأن القنابل التي استوردتها مصر من انجلترا كانت عندما تُنزع منها فتيل الأمان تنفجر بعد 3 ثوان على عكس القنابل المصرية التي تنفجر بعد 7ثوان بعد نزع فتيل الأمان وهو ما روج للكثير من الناس أن الأسلحة كانت تقتل الجنود المصريين لا العدو، والدليل على ان صفقة الأسلحة لم تكن فاسدة كما يدعى بعض المتربصين أنه حينما حُولت قضية الأسلحة الفاسدة المزعومة إلى القضاء المصري تم تبرئة الملك فاروق وقيادات الجيش المصري والذي حكم فيها المسشتار «أحمد ثابت»
فها هو الملك فاروق الذي كان له الكثير من الأعمال العظيمة التي لا ينكرها إلا جاحدٱ أو حاقدٱ…
الملك فاروق الذي تبرع بمبلغ كبيرٱ جدٱ من المال للفقراء والمحتاجين، وكان يجلب الطلاب العرب والأفارقة للتدريس في الأزهر الشريف على نفقته الخاصة، كما أنه أنشأ مركزٱ لرعاية الفقراء، وقام بتمصير قادة الجيش المصري والغاء الإمتيازات البريطانية بموجب معاهدة مونتيريه، كما أنه عمم مجانية التعليم ما قبل الجامعي في كل البلاد، كما أنه أجدر على إنتاج أول طائرة تدريب مصرية تعمل بمحركات توربينية وغيرها من الأعمال العظيمة التي أنشأها ومازالت باقية إلى الآن مثل مسجد القائد إبراهيم، ومركز الديوان ( الجهاز المركزي للمحاسبات الآن)
وتتجلى سماحة الملك فاروق وحبه لمصر ولشعبها حينما طُلب منه التنازل عن العرش ومغادرة البلاد رضخ لحرية الشعب المصري وغادر إلى ايطاليا وعاش هناك إلى أن مات مسمومٱ بأحد مطاعم روما، ودفن في مصر بناء على رغبته.