كتب/ نصر سلامة
تشتهر المرأة المصرية بجمال ودقة رسم عيونها منذ القدم، فنجد سحر عيون القدماء عندما نري نقوشهم وتماثيلهم، داخل المعابد او على جدران المقابر، فالعيون من اول ما يقع النظر عليها.
ومن المعروف اهتمام المصريين القدماء بادوات الزينة بشكل عام والكحل بشكل خاص والذي يعتبر من أهم وأقدم أدوات الزينية للمصري القديم حيث كانوا يستخدمون الكُحل الأخضر للعيون
قبل 5000 عام قبل الميلاد، ثم خلال الفترة من 5000 حتي 4500 قبل الميلاد اخترع المصريون القدماء الكحل الأسود للعيون.
وإذا دققنا النظر فى الرسوم والنقوش المصرية القديمة على جدران المقابر والمعابد نكتشف أن قدماء المصريين كانوا يحرصون على رسم عيونهم بطريقة واضحة بالكحل، حتى أصبح رسم العيون الآن بشكل بارز وواضح بالكحل مشهور بإسم الرسم الفرعونى، ولدينا بالتاريخ المصري شخصيات مشهورة كانوا مهتمين بكحل العيون مثل كليوباترا ونفرتيتي، كما ظهر جمال المرأة المصرية فى تمثال رع حوتب وزوجته نفرت بالمتحف المصرى بالتحرير من عصر الأسرة الرابعة، وعرف عن الملكة كليوباترا كثرة وغزارة استخدامها للكحل في عينيها.

وتشهد أدوات الزينة المعروضة في متاحف مصر و العالم على اهتمام المرأه المصرية بالحفاظ على أدوات زينتها، فكانوا يصنعون صنادق صغيرة لحفظ مستحضرات التجميل تحمل زخارف بأشكال مختلفة كحيوانات وطيور البيئة المصرية أو الآلهة، لاسيما الإلهة “حتحور”، معبودة الجمال والحب عند المصريين القدماء، وأنواع النباتات كزهرة اللوتس ونبات والبردي.

وكان النساء والرجال يستخدمون الكحل لحماية أعينهم من بعض أمراض العيون، ولذا كان يوضع ايضا للأطفال حديثى الولادة والأطفال صغار السن بغض النظر عن جنس الطفل، لتقوية العين أو لحمايتها من العين الشريرة أو الحسد وعرف عن الكحل بأنه لديه العديد من الخصائص المضادة للميكروبات بالإضافة إلى أنه كان يرمز ويمثل الجانب السحرى لاستدعاء الآلهة حورس ورع من خلال وضع المكياج الأسود، والعين دائمًا مفتوحة على التوابيت التي تحتوي المومياء للاعتقاد بأن الميت يرى ما يحدث حوله.
ويذكر ان المحلل الكيميائى” فيليب فالتر” و”كريستين أماتور” وزملاؤهما فى المركز الوطنى الفرنسى للبحوث العلمية، أن المصريين القدماء استخدموا مستحضرات تجميل تحتوى على «رصاص» بما فى ذلك كحل العيون الأسود وكانوا يعتقدون أن هذا التركيب له دور سحرى فى منع أمراض عده ومنها علاج أو منع أمراض العيون، وذلك على الرغم من أن الرصاص من المواد المعروفة بأنها سامة.

قام الباحثون بتحليل 52 عينة من حاويات ماكياج مصرية قديمة محفوظة فى متحف اللوفر بباريس، ووجد الباحثون اثنين من المركبات لا توجد بشكل طبيعى، واقترح الباحثون أنه تم توليفهم من قبل علماء الكيمياء المصريين القدامى.
وكانت مادة الكحل الطبيعي تستخرج من حجر هش لامع يسمي “الإثمد” وهو حجر أسود يميل إلي الحمرة وبعضه لامع فضي يدق ويصنع منه كحل العين، ولكن لم تقتصر صناعة الكحل علي استخلاصه من حجر الإثمد فقد تفننت بعض الطبقات الفقيرة من النساء قديماً، في صنعه من نوي البلح بعد حرقه وإضافة زيت الزيتون له أو لبان الدكر لتكحيل العيون به وهو مايسمي بالكحل البلدي عوضا عن كحل حجر الإثمد.
وقد ارتبط الكحل بالمكحلة وهي الوعاء الذي يوضع به مادة الكحل اما أداة التكحيل فهي المرود أو المرودة وهي عبارة عود صغير مصنوع من “الخشب – العاج – الفضة – والزجاج” دقيق الأطراف يُبلل بالماء ثم يغمس في مسحوق الكحل ويمرر بين الجفنين.
أقرأ التالي
2025-04-24
رسالة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لعامَّة المسلمين في مصر عند استخلافه
2025-04-24
لجنة للدراما بتوجيه رئاسي “80 باكو” والحياء
2025-04-23
مشيرة موسى تكتب ” ملهاش إعادة .. عيشها بسعادة “
2025-04-23
شمسيه لكل زائر اثناء زيارة الهرم
2025-04-23
الرئيس التنفيذي
2025-04-23
أسرى عين التمر
2025-04-22
خطوة جديدة نحو صيدلي أكثر وعيًا وتأثيرًا
2025-04-22
جولة تفقدية لمستشاري رئيس الجمهورية بمنطقة الهرم الأثرية
2025-04-22
عقة بن أبي عقة
2025-04-22
جاب مناخيره الأرض..موروث ثقافي مصري قديم
زر الذهاب إلى الأعلى