نساء خلدهن التاريخ ” الصحابية ام ورقة المرأة الشهيدة “

د.صالح العطوان الحيالي

التف عدد كبير من الصحابة والصحابيات حول النبي صلى الله عليه وسلم وتسابقوا جميعا الى الجنة حيث اخلصوا للدعوة الإسلامية واحبها الله ورسوله بصدق ووقفوا يتنافسون من يفوز بالجنة ومنهم السيدة الصحابية الكريمة ام ورقة بنت نوفل من إشراف الأنصار عرفت باتقانها للقرآن الكريم حفظا وتلاوة وتعلما وعلما وتعليما وبذلك كان خيرها على كل الصحابيات أنصاريات ومهاجرات ليكون بيتها مدرسة ومسجد بمباركة من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يثمن دورها عاليا . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعود بزيارتها في ثلة من اصحابه ليسمع منها القرآن الكريم .لم يسمح لها بالخروج في غزوة بدر .هي امرأة عالية الهمة .طالبة لمعالي الأمور. عمرها قضته في العبادة وخدمة القرآن الكريم مؤدية رسالة جليلة لتحضى بالشهادة كما طلبت وبشرت في بيتها .

انها ابنة عبد الله بن الحارث بن عويمر بن نوفل الانصارية وهي مشهورة بكنيتها (ام ورقة بنت عبد الله) وقد يقال لها: ام ورقه بنت نوفل نسبه الى جدها الاعلي.

وهي من اكارم نساء عصرها وافاضلهم ولذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم

يزورها في بعض الاوقات ويلقبها بالشهيدة وكانت رضي الله عنها غيورة على الدين حريصة للموت في سبيل الله من اجل اعلاء كلمه الله ومن اجل ان لا تحرم الجهاد مع المسلمين ولتنال اجر المجاهدين فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا قالت له: ايذن لي ان اخرج معكم اداوي جراحكم وامرض مرضاكم فلعل الله يهدي الى

الشهادة. فقال لها النبي صلي الله عليه وسلم: ( ان الله يهديك الشهادة وقري في بيتك فإنك شهيدة). وكانت رضي الله عنها قد جمعت القران الكريم وكانت قارئه له ولذا امرها النبي صلي الله عليه وسلم ان تؤم اهل دارها وجعل لها مؤذنا يؤذن لها.

فقد جاء في المسند والسنن من حديث عبد الرحمن بن خلاد عن ام ورقة : ان

رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يزورها في بيتها وجعل لها مؤذنا كان

يؤذن لها,قال عبد الرحمن: انا رايت مؤذنها شيخا كبيرا. وهكذا غدا بيت ام ورقة رضي الله عنها بيتا من بيوت الله تقام فيه الصلوات الخمس . فيا له من فخر تفخر به امرأة كأم ورقه رضي الله عنها. وظلت ام ورقه على حالها تحافظ على شعائر الله الى ان قام غلام وجاريه لها كانت دبرتهما فغمياها فقتلاها فلما اصبح عمر بن الخطاب رضي الله عنه

قال والله ما سمعت قراءه خالتي ام ورقه البارحه,فدخل الدار فلم ير شيئا

فدخل البيت فإذا هي ملفوفة في قطيفة في جانب البيت فقال: صدق رسول الله

حين كان يقول: ( انطلقوا بنا نزور الشهيدة). ثم صعد عمر رضي الله عنه المنبر فذكر الخبر وقال: علي بهما فاتي بهما فسألهما فاقرا انهما قتلاها فامر بهما فصلبا فكانا اول مصلوب بالمدينه. فرحم الله ام ورقه وجزاها الله كل الخير , قرأت القران وجمعته وكانت

اماما لنساء عصرها واستحبت الجهاد لتنال اجر المجاهدين فاستجاب الله

لها ونالت اجرهم..في سيرتها يتجلى الحرص النبوي الشديد على أن تتعلم شطر الأمة دينها …

المصادر

الطبقات لابن سعد

عبد السلام الترمانيني .. احداث التاريخ الاسلامي بترتيب السنن .

الإصابة في تمييز الصحابة