مقالاتمنوعات

حوار صريح مع النفس

كتب :اشرف محمد جمعه

من المعتاد ان يعيش الانسان لحظات سعيدة واوقات صعبه في رحله الحياه ، يترنح ما بين هذا وذاك، وهذا الوضع جعله الله تعالى في حياه الانسان بشكل طبيعي.

فعندما يصل الانسان الى مرحله ما بعد الخمسين عاما، تأتي اوقات نتوقف فيها الى تقييم الرحلة ولو بيننا وبين انفسنا، فنكتشف اننا بالفعل عشنا اوقاتا جميله وذكريات رائعه في فن ة الطفولة وبدايات الصبا.

أنها تترك في نفوسنا البسمة والسعادة كلما تذكرناها، اما ما بعد ذلك نجد الحياه العملية تتراوح ما بين مراحل صعبه واخرى اشد صعوبة ، نتعامل فيها مع بشر قد يكونوا جيدين وآخرون الحيوانات افضل منهم.

هذه ليست دعوه للإحباط ولكنها قراءه للواقع، قدر الله بلا شك وليس لنا من الامر شيء، اما ان كان لنا يد في اشياء وباختيارنا فهنا لابد من نقطه نظام ، والسؤال الذي يفرض نفسه هل انا غبي حتى اصل بنفسي ومستقبلي ومستقبل اسرتي لهذه الدرجة من السوء؟

هل انا السبب فيما حدث من عدم تكوين ثروة لأسرتي ؟ ماذا كان مطلوبا مني ولم افعله ؟ هل كان مطلوبا مني ان اتخلى عن قناعاتي وافكاري الدينية والثقافية ورؤيتي العامة للحياة؟

واسير في الطريق المعاكس حتى اكون ناجحا في حياتي والمقصود هنا بالنجاح تجميع اكبر قدر ممكن من الاموال، فالمال في هذا الزمان علامه من علامات النجاح في الحياه.

ولكن ما هي الطريقة التي نحصل فيها على هذه العلامة؟ للأسف لا يهم فالقناعات التي تم بناؤها بداخلنا طوال سنوات العمر، تلك تمنعنا من الوصول الى الهدف بطرق قد نراها لا تناسبنا .

انها قواعد واسس تربينا عليها ولكن هل هذا مبرر؟ ام ان هذا اسلوب انيق للهروب من الإجابة بشكل صريح على هذه النوعية من الأسئلة، ام اننا فشله في تكوين الاموال.

اعلم تماما ان قدر الله نافذ يجعل هذا معه وهذا يعيش حد الكفاف وهذا ليس معه شيء من الاصل، ولكن سؤالي عن الدور البشري اننا نعيش في مرحله داخل هذه الشرنقة.

ان من معه المال فهو اداه لتيسير الكثير من صعوبات الحياه، وهو بالطبع ليس سببا لحصول السعادة انما بوجود المال تأتي السعادة مجانا، ولكن هذا القول له مآخذ.

فالمال قد يشتري سرير ولا يجلب النوم وراحه البال، قد يوفر ثمن العلاج ولكنه لا يشفي، المال قد يحل مشاكل وقضايا عديده ولكن ليس كل المشاكل يحلها المال .

فالقلوب السوداء لا يغسلها المال والعقل المتشبع بأفكار اللصوصية والنهب وعدم الخوف من الله لا ينظفها المال مهما كثر عافانا الله واياكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى