مقالات
قرن من العيش تحت المقصله
محمد صغير الزرنوقى
قبيل خروج قوات الاحتلال العثمانيه من اليمن قاموا بعقد اتفاقات سريه مع العديد من الاتجاهات فأولا واخيرا هم محتلين ومغتصبين ارضا غير غيرهم ولهم مصالح يريدون الحفاظ عليها من ضمن هذه الاتفاقيات اتفاق العثمانيين والادارسه الذين كانوا يبسطون نفوذهم على بعض مناطق شمال تهامه الساحليه الى اجزاء من اراضي المملكه العربيه السعوديه حاليا وتمكن الاتراك من اسقاط معظم الجغرافيا التهاميه اليمنيه وضمها تحت امارة الادارسه سلما وحربا واغرائآت منحت لقبائل وعشائر عربيه عبر التاج البريطاني والذي ايضا له مصالح مشتركه مع العثمانيين وان كان ظاهر ذالك الخلافات الشكليه بينهما كما فعلت أمريكا اليوم مع الحوثيين في اليمن الذين يهتفون الموت لأمريكا وامريكا تدعمهم باطنا من تحت الطاولة وباالعوده إلى موضوعنا بعدما تم اخضاع السهل التهامي الممتد من جيزان حتى باب المندب للادارسه تغيرت اللعبه الدولية وظهر ما يحول دون استمرار المعايير السابقه للتحالفات وهكذا عاد الدور البريطاني والعمامه والعثمانيه للعب دور مختلف تماما عما كان في المرحله السابقه وذالك عبر إغراء الادارسه باالانقلاب على الحكومه السعوديه واعلان التمرد عليها باالتعاون مع بعض القبائل التابعه للسعوديه مستغلين انشغال السعوديه بقضايا امنيه ومصيريه تخصها خدمة للنظام المتوكلي وهو ما كان يسمى اليمن الاعلى وبعدما تم الايقاع بينهم وبين المملكه إن حماقة ساسة الادارسه اغفلت عيونهم عن شيئ جوهري وملموس في سياسة المملكه منذوا تولي سعودالاول الحكم بعد التخلص من نظام الاشراف فالسياسه السعوديه معروفه ومتميزه عن غيرها فهي كاالجمل تستطيع الثقه في من يمسك الزمام ولكنها تغضب ولا تنسى فهي بقدر هدوئها وصمتها لا تنسى حقها ولا تتنازل عنه فسياستها تتلقى الضربات وتسجلها في كتب الرد مع الاحتفاظ بحرية التوقيت واختيار المكان وعندما اختلف الطاغيه يحي حميدالدين مع الادارسه عادو مسرعين للاحتماء باالسيف السعودي وتخلت عنهم ردا على اساءتهم لها وتقاسم الجارين تركة الامير المحتل لتهامه ولهذا تفرقت دولتهم وانكسرت شوكتهم وتوسع الطاغيه يحي حميدالدين في تراب تهامه واذاق اهلها ويلات الحروب وملئ السجون والمعتقلات بمقادمة القبائل والمغارم والبطون من قبائل الزرانيق وجعل من المكر والخديعه وسيله للتخلص منهم فلجئ لتسميمهم وهذا ما تناولته كتب التاريخ ومازالت مقابرهم شاهدة على تلك المجازر والاباده الجماعية في سجن نافع بمحافظة حجه التي اقتيدوا اليها مكبلين باالسلاسل حيث تقول الروايات ان عدد الجمال التي جاءت تحمل القيود والاغلال بلغت خمسين جمل جميها تحمل القيود
وللقارئ ان يتخيل تعداد ما تم اخذه من رهائن وللامانه التاريخيه ان الروايات تتعدد حول اسباب سقوط الزرانيق فهناك من يتهم بيوت محددة بالتواطئ والخيانه رغم ادوارها النضاليه وهناك من يقول أنه الحصار وانتهاء مخزون الذخيره من اسهم في هذا الاستسلام ولكن اذا كان الاتهام الاول لمشيخيات هو السبب فلماذا قاتلت من الاساس كانت بأمكانها ان ترضخ لشروط طاغية اليمن الاعلى وتنال بذالك ما تريده من تطويع البيوت المتمرده على قوانين وانظمة المشيخ وانتهى الامر لماذا تخوض غمار معركة خاسره وما نعرفه عنهم انهم لا يتقبلون الهزيمه بسهوله ويرفضون الخنوع ان الخوض في احداث الماضي اشد ارهاقا من كي الجسم باالنار وان التجرد من الافات والاحقاد والمناطقيه اشبه باالسير على ارض ملغومه لا يدري الكاتب اين يضع قلمه ولا نلوم المؤرخين المتحيزين لاطراف هنا وهناك ولكننا كنا نتمنى منهم الاحاطه بكل شيئ من الناحيه الاخلاقيه للتدوين وحفاظا على حيادية التاريخ والاحداث من هنا تساقطت معظم الكتابات المنحازه الى اطراف بعينها او توجهات بذاتها رغم تغلغل الجيش السعودي في الجغرافيا اليمنيه لم يعترض مسيرته اي جحافل منظمه تابعه للمتوكليين في اليمن الاسفل وهو الشريط الساحلي للحديده وبهذا يظهر جليا استخدام الجارين لبعضهما البعض خدمة لبقاء نظاميين ملكيين بجوار بعضهما هذا اذا كانت المملكه تأخذ بعين الاعتبار ان الطاغيه يحي حميدالدين اميرا لليمن أو اماما له دون النظر في الخلفيه المذهبيه او الجينات التي ينتمي لها ويحملها فنحن اليمنين أصل العرب ومنطلق هجراتهم الأولى في مشارق الارض ومغاربها نعلم ان جذور آل سعود تعود الى نجد ونعلم أن نجد ارضا عربيه اصيله ولكن الم يتسائلوا بينهم الى اين تعود جذور السلالي المتورد حميد الدين والرسي والمنصور وكلهم طواغيت حكموا اليمن فمن المعيب ان تسلم دولة عربيه اعناق امة عربيه اخرى لفارسي ومن قاموا على انقاض امبراطوريته التي هدمتها سيوف الاسلام والعرب فأذا كانت يومها الجاره الشقيقه تحتاج نظاما مثل نظامها لماذا خرجت جيوشها بقيادة الامير فيصل بن عبدالعزيز من تهامه وعادت لتسليمها لمندوب االدوله الفارسيه آن ذالك الوقت كان بأمكانها اعلان نظام ملكي بزعامه تهاميه واقامة تحالف عسكري بين النظامين او ضمها الى الدوله الشقيقه ولكن تسلم رقاب العرب للطاغيه المتوكلي حميد الدين هذا ما لم يوضحه لنا التاريخ اسبابه حتى اليوم تظل خصومتنا قائمة مع كتاب التاريخ والمدونيين الذين لم يستقوا معلوماتهم من مصادر مؤكده وموثقه ومن افواه الضحايا أو اولياء الدم بل استقوها مما تكتبه اقلام الجزارين ودواوين التابعين لهم بعيدا عن الحياديه وعن المعاصره وعن اساليب للتدوين
ماهي اسباب الصراع المذهبي بين الزيود والشوافع
للاجابه على هذا السؤال وللاحاطه به يجب اولا كتم انفاس المتفلسفين من الاقلام والافواه التي اسهمت اسهاما بالغا في توسعة الجراح بين الطائفتين دون البحث والتقصي وايجاد الحلول والعلاج لجذور المسأله ولنكن منصفين في الطرح وعادلين فهذه الاحرف هي ميراثنا الوحيد الذي نتركه للاجيال من بعدنا لجميع الاجيال من كل الطوائف زيودا وشوافع إذا ارادو الابتعاد عن الفتن وبناء اليمن بما يحقق العدل والمساواة والرفاهيه للجميع على ارضه اعلموا أن اجدادكم ارتكبوا المجازر على ارض اخوتكم من الشوافع واعلموا اننا لا نحقد عليكم بفطرتنا فنحن خاليين من الحقد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا ( جاءكم اهل اليمن هم ارق قلوبا والين افئده الايمان يمان والحكمه يمانيه)
ولكن من واجبكم المسح على الجروح والابتعاد عن المسببات لنكئها واعادت زمن الماضي إلى امامكم واياكم والعنصريه بينكم أو ممارستها ضدنا أو ضد احد وتشاركوا في بناء هذا الوطن لما فيه صالح الجميع واليوم هانحن على تراب الساحل التهامي نؤسس لبناء وطن كبير يتسع للجميع باالمشاركه مع اخوتنا من ابناء المذهب الزيدي المعتدل وليس المتشدد والمؤمن بمبدأ ولاية البطنيين واصحاب فتوى ( ايجاز السامع في جواز نهب اموال الشوافع) ومن على شاكلتهم من اصحاب مقولة ( يا الله بزيدي ميت اضربه لما انقع قلبه ) هذه المقوله التي تتردد منسوبة الى الشوافع من مطابخ تفوح منها رائحة العنصريه والكهنوتيه والسلاله الرجعيه سوقتها تسويقا جيد في زمن قريب فأعطت هذه الحروف النتنه دفعة عنصريه لدى اخوتنا من ابناء المرتفعات الشرقيه لليمن واقصد هنا قبائل اليمن المعترف بيمنيتهم وعروبتهم وليست من بقايا الاباء والابناء والاحفاد الفارسيه اعطت هذه المقوله اثرها في ذلك الوقت في تهييج وتحشيد وتأليب القبائل على بعضها خدمة للمشروع الكهنوتي البغيض في ذالك العصر من التأريخ