مشيرة موسى تكتب ” انا من زمان “
كنت اعرف اني “انا من ناس زمان ” … ولكن اكتشفت مؤخرا انني بقيت ” من ناس زمان جدااااا “… ليه بأااااه… اقولكم … حدث في لقاءات مع عيال العيلة … والعيال هنا … يعني اللي في سن الأحفاد … ودي لقاءات انا بحبها جدااااا …
بس علشان احدد واعرف لكم الجيل بتاعي … انا من الناس اللي كانت بتقف احتراما … لما حد كبير يدخل الأوضة…
انا من الجيل اللي كان بيقعد علي كرسي السفرة أو الكنبة والقدمين علي الارض … مش والجزمة فوق الكرسي أو الكنبة …
انا من الجيل اللي كان بيسيب اللي في ايده ويجري جري وهو بيقول “حاضر ” لما يسمع حد كبير بينادي علي اسمه …
انا من الجيل اللي كان بيأكل اكل البيت ويحمد ربنا عليه … من غير اعتراض … ومن غير ما يغضب ويقرر يطلب “دليفري ” …
انا من الجيل اللي كان بيتكلم عن اساتذته في المدرسة والجامعة باحترام … وكمان كنا قبل ما نقول اسمهم بنقول ” ميسز فلانة ” أو ” مستر فلان ” …
عرفتم بأااااه انا من زمان جدااااا ليه … ما علينا … في عدة نقاشات وفي محاولة لابعاد العيال عن ادمانهم للإلكترونيات واللغات الأجنبية … سألت … اذكروا بعض الهوايات اللي كنا احنا “اللي من زمان ” بنمارسها في الصغر … الحقيقة ” اتخضيت ” بمعني الكلمة من الإجابات … هم اساسا ونتيجة الحوارات … بدأوا يسألوني … اذا كانت الكهرباء او الكاميرا موجودة ونحن صغار ” اصلا “…
تكلمت عن هواية ” جمع طوابع البريد ” … وكيف كنت انتظر وصول الجوابات … وتبادل الطوابع المكررة مع الاصدقاء … واستخدام المصروف لشراء مجموعات الطوابع الجديدة من مكتبة افريمانز بمنطقة الكوربة بمصر الجديدة … فكرة ” الجوابات ” اصلا … كانت اشبه بالحديث عن الديناصورات … لماذا وكيف نكتب جواب اصلا … العجب كل العجب كان ان نكتب الجواب ونضعه في ظرف ونلصق عليه الطوابع بالقيمة المحددة لكل بلد ثم نضع الظرف في صندوق البريد أو البوسطة … ويجيئ ساعي البريد ليجمع الخطابات وليتم فرزها وإرسالها بالطائرة الي بلد العنوان … وفي البلد المرسل اليه الجواب تقوم هيئة البريد هناك بإرساله الي العنوان المطلوب … ولذلك هناك صندوق بريد علي كل باب بيت … فكرة سبب وجود هذا الصندوق اصلا علي باب الفيلا … اخيرا اصبح لها معني … والحقيقة … احنا الجيل ده اللي انا منه … صعبت عليهم … ليه كل المجهود … وليه كل الانتظار … ما كان أسهل عليكم تبعتوا ” رسالة نصية ” … طيب اقول ايه بأااااه … مش باقول لكم … طلعت من الناس اللي من زمان جدااااا جدااااا جدااااا كمان …