أخبار عالمية

«حظر الطاقة من أجل فلسطين».. هكذا يضغط أنصار القضية من أجل وقف العدوان الإسرائيلي

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبى

 

قام نشطاء من حملة «حظر الطاقة من أجل فلسطين»، أمس السبت، بتعطيل حلقة نقاش استضافها كبير الاقتصاديين في شركة بريتيش بتروليوم، سبنسر ديل، في لندن.

وكانت دولة الاحتلال قد منحت شركة بريتيش بتروليوم، في نهاية أكتوبر الماضي، حقوق التنقيب عن الغاز قبالة سواحل إسرائيل، وتحديدا غرب حقل «ليفياثان».

 

من هم؟

انبثقت الحملة من ائتلاف من المنظمات الفلسطينية، ومنظمات والعمال والناشطين في مجال البيئة، وتعمل الحملة مع فريق من الباحثين لتحليل تدفقات الطاقة إلى إسرائيل وتحديد نقاط الاختناق في سلسلة التوريد الخاصة بها.

ويعرف مؤسسو حملة «حظر الطاقة من أجل فلسطين» حركتهم على أنها: «منظمة مناخية جماعية مناهضة للإمبريالية مقرها في بريطانيا، تدعو إلى فرض حظر على الطاقة على إسرائيل».

وترد في مانيفستو الحركة، 3 أهداف معلنة، وهي: ممارسة الضغط على السياسيين البريطانيين للمطالبة بوقف إطلاق النار.

تهديد المصالح التجارية من خلال جعل أسواق الطاقة متقلبة.

 

تعطيل العسكرة الإمبريالية عن طريق منع الوصول إلى الطاقة التي تغذي الطائرات المقاتلة الإسرائيلية وناقلات الجيش والمركبات العسكرية وغيرها.

وكان ظهور عناصر الحملة في الحلقة النقاشية لشركة بريتيش بتروليوم في لندن، أحد أشكال الضغط التي يمارسها هؤلاء لتحقيق أهدافهم.

 

استلهام من 1973 والموقف اليمني

وبحسب مجلة جاكوبين، تستلهم الحملة موقفها من الموقف العربي في 1973.

وبدأت عملية حظر النفط العربي في 15 أكتوبر 1973، عندما قام أعضاء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (الدول العربية أعضاء أوبك بالإضافة إلى مصر وسوريا) بإعلان حظر نفطي «لدفع الدول الغربية لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة في حرب 1967».

كما قالت الحملة إنها تستلهم الموقف اليمني الإنساني الذي يمنع عبور السفن ذات الصلة بإسرائيل من منطقة مضيق باب المندب جنوبي البحر الأحمر.

 

أرباح ملطخة بدماء الفلسطينيين

ويظهر في أحد مقاطع الفيديو التي جرى تسجيلها خلال ظهور عناصر الحملة في الحلقة النقاشية، سيدة تتقدم إلى المنصة، بينما تقول: «بريتيش بتروليوم تمول الإبادة الاستعمارية، 30 ألف فلسطيني قُتلوا على يد إسرائيل، عار عليكم أن تستخفوا بالإبادة الجماعية، بعد شهر من اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة حصلت شركتكم على حق التنقيب قبالة سواحل غزة، حيث يتواصل تعرض الأهالي إلى الذبح على يد الإسرائيليين، وأنتم تحققون الأرباح، عار عليكم».

وتدخل أفراد الأمن لإبعاد السيدة عن المنصة.

بينما يظهر في فيديو آخر، مجموعة من الشباب يهتفون أمام مقر الشركة في لندن، قائلين: «أرباحكم ملطخة بدماء الفلسطينيين»، وحملوا جميعا الرايات الفلسطينية.

 

احتلال المتحف

يوم الأحد 13 فبراير الجاري، قام أفراد الحملة باحتلال المتحف البريطاني في منطقة بلومزبري في لندن، للمطالبة بإنهاء شراكته مع شركة بريتيش بتروليوم بعد أن منحت إسرائيل شركة الطاقة تراخيص التنقيب عن الغاز قبالة سواحل غزة.

وكتب بعض أفراد الحملة، أسبابهم لحتلال المتحف البريطاني، في مجلة «جاكوبين» الأميركية، حيث قالوا: «في 30 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بعد أسابيع قليلة من هجوم الإبادة الجماعية الإسرائيلي على غزة، منحت إسرائيل اثني عشر ترخيصاً للتنقيب عن الغاز قبالة سواحل غزة لشركة بريتيش بتروليوم وخمس شركات أخرى. تتمتع شركة بريتيش بتروليوم، شركة النفط الأنجلو-فارسية سابقًا، بتاريخ طويل من الإمبريالية في الشرق الأوسط وأفريقيا. وعلى الرغم من أن احتياطيات الغاز هذه تقع داخل المياه الإقليمية الفلسطينية، إلا أن إسرائيل أطلقت خلال السنوات القليلة الماضية النار على أي صياد فلسطيني يخرج أبعد من ثلاثة أميال بحرية من الشاطئ في محاولة للاستيلاء على المنطقة بهدف سرقة الغاز. وبينما تستخدم شركة بريتيش بتروليوم الإبادة الجماعية الاستعمارية الإسرائيلية بشكل انتهازي كستار من الدخان لمشاريعها الربحية في شرق البحر الأبيض المتوسط، فإن الملايين في غزة يضطرون إلى الوقوف في طوابير لأيام متتالية للحصول على الوقود من أجل طهي الوجبات الأساسية. وفي أعقاب قرار محكمة العدل الدولية بوجود حجة معقولة مفادها أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، فإن قبول شركة بريتيش بتروليوم لتراخيص التنقيب عن الغاز يجعلها متواطئة في النهب الاستعماري ويعرضها للتحديات القانونية. بالنسبة لنا، كانت شركة بريتيش بتروليوم الهدف الأول الطبيعي لحملة الحظر التي قمنا بها».

وأضافوا: «وتلعب شركات الطاقة دوراً مركزياً في تعزيز إنتاج الأسلحة المحلي وتغذية العسكرة الإمبريالية الإسرائيلية التي تقتل الفلسطينيين وتهجيرهم. كما تعمل شركات الطاقة أيضًا على تفعيل التوسع الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي؛ وفي الآونة الأخيرة فقط، خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، التزمت شركة الطاقة الإسرائيلية NewMed بخطط لبناء وتشغيل محطات للطاقة المتجددة في فلسطين ومنطقة جولان المحتلة.

وفي بريطانيا، يمتلك العديد من السياسيين حصصاً واستثمارات في شركات الطاقة التي تستفيد من الإبادة الجماعية الاستعمارية الإسرائيلية. ستة من أعضاء البرلمان لديهم أسهم في شركة بريتيش بتروليوم تبلغ قيمتها مجتمعة ما يقرب من 120 ألف جنيه إسترليني. في الواقع، أكشاتا مورتي، زوجة رئيس الوزراء ريشي سوناك، هي أحد المساهمين في شركة إنفوسيس المملوكة لعائلتها، والتي وقعت مؤخرًا صفقة بقيمة 1.5 مليار جنيه إسترليني مع شركة بريتيش بتروليوم. ومن أجل النضال من أجل وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الإبادة الجماعية للفلسطينيين، فإننا ندرك أنه يجب علينا وقف الطاقة المستخدمة لتغذية العسكرة الإمبريالية الإسرائيلية، والتي ستهدد في الوقت نفسه المصالح الاقتصادية للمؤسسة السياسية البريطانية التي تقوم على نزع الملكية. العرب من أرضهم».

 

إسرائيل والطاقة

وتستهلك إسرائيل نحو  300 ألف برميل يوميا من النفط الخام، وهو المعدل الذي سارت عليه الامور طوال العام 2023.

وتعد دولة أذربيجان المورد الأكبر للطاقة لإسرائيل، حيث استوردت دولة الاحتلال بـ 300 مليون دولار في يناير.

وتجدر الإشارة إلى أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة ارتفعت إلى 29954 شهيدا، و70325 مصابا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى