مقالات
وأمرهم شورى بينهم ” مشورة علي بن أبي طالب لعمر بن الخطاب رضي الله عنهم “
د.صالح العطوان الحيالي
في الفتوحات الإسلامية شهدت أوسع مشورة بين الصحابة وبين أمير المؤمنين فكانوا يجتمعون لإبداء آراءهم ويهتفون اجمل الآراء لتسهيل عمل جند المسلمين .
في معركة نهاوند لم يتخذ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرارا الا بعد أن سمع من الصحابة آراؤهم مثل عبد الرحمن بن عوف وعلي بن ابي طالب وآخرين… وقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه ..
أصاب القوم يا أمير المؤمنين الرأي وفهموا ما كتب به إليك وإن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه لكثرة ولا قلة . هو دينه الذي أظهره وجنده الذي أعزه وأيده بالملائكة حتى بلغ ما بلغ فنحن على موعود من الله والله منجز وعده وناصر جنده ومكانك منهم مكان النظام من الخرز يجمعه ويمسكه فإن انحل تفرق ما فيه وذهب ثم لم يجتمع بحذافيره أبدا والعرب اليوم وإن كانوا قليلا فهي كثير عزيز بالإسلام فأقم واكتب إلى أهل الكوفة فهم أعلام العرب ورؤساؤهم ومن لم يحفل بمن هو أجمع وأحد وأجد من هؤلاء فليأتهم الثلثان وليقم الثلث واكتب إلى أهل البصرة أن يمدوهم ببعض من عندهم
وقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرة اخرى فقال : أما بعد يا أمير المؤمنين فإنك إن أشخصت أهل الشام من شأمهم سارت الروم إلى ذراريهم وإن أشخصت أهل اليمن من يمنهم سارت الحبشة إلى ذراريهم وإنك إن شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك الأرض من أطرافها وأقطارها حتى يكون ما تدع وراءك أهم إليك مما بين يديك من العورات والعيالات أقرر هؤلاء في أمصارهم واكتب إلى أهل البصرة فليتفرقوا فيها ثلاث فرق فلتقم فرقة لهم في حرمهم وذراريهم ولتقم فرقة في أهل عهدهم لئلا ينتقضوا عليهم ولتسر فرقة إلى إخوانهم بالكوفة مددا لهم إن الأعاجم إن ينظروا إليك غدا قالوا هذا أميرالعرب وأصل العرب فكان ذلك أشد لكلبهم وألبتهم على نفسك وأما ما ذكرت من مسير القوم فإن الله أكره لمسيرهم منك وهو أقدر على تغيير ما يكره وأما ما ذكرت من عددهم فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ولكنا كنا نقاتل بالنصر
فقال عمر رضي الله عنه : أجل والله لئن شخصت من هذه البلدة لتنتقضن على الأرض من أطرافها وأكنافها ولئن نظرت إلى الأعاجم لا يفارقن العرصة وليمدتهم من لم يمدهم وليقولن هذا أصل العرب فإذا اقتطعتموه اقتطعتم أصل العرب ، فأشيروا على برجل أوله ذلك الثغر غدا قالوا انت أفضل رأيا وأحسن مقدرة قال أشيروا علي به واجعلوه عراقيا قالوا يا أميرالمؤمنين أنت أعلم بأهل العراق وجندك قد وفدوا عليك ورأيتهم وكلمتهم فقال أما والله لأولين أمرهم رجلا ليكونن لأول الأسنة إذا لقيها غدا فقيل من يا أمير المؤمنين فقال النعمان بن مقرن المزني فقالوا هو لها والنعمان يومئذ بالبصرة فولاه..
المصادر
الطبري .. تاريخ الرسل والملوك
ابن الأثير .الكامل في التاريخ
الواقدي .فتوحات العراق
تاريخ فتوحات العراق
الصحابي النعمان بن مقرن
تاريخ الصحابة