ام ابان زوجة ابان بن سعيد بن العاص
د.صالح العطوان الحيالي
ابان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي . وكانت زوجته أم ابان بنت عتبة بن ربيعة بنت عمه .
كانت زوجته بنت عمه وكان قد تزوجها بأجنادين وكانت قريبة العهد من العرس ولم يكن الخضاب ذهب من يدها ولا العطر من رأسها وكانت من الفارسات البارزات من أهل بيت الشجاعة والبراعة فلما سمعت باستشهاد زوجها أتته تتعثر في أذيالها إلى أن وقعت عليه فلما نظرته صبرت واحتسبت ولم يسمع منها غير قولها هنئت بما أعطيت ومضيت إلى جوار ربك الذي جمع بيننا ثم فرق ولأجاهدن حتى ألحق بك فإني لمتشوقة إليك حرام علي أن يمسني بعدك أحد وإني قد حبست نفسي في سبيل الله عسى أن ألحق بك وأرجو أن يكون ذلك عاجلًا ثم حفر له دفن مكانه فقبره معروف وصلى عليه خالد بن الوليد فلما غيب في التراب لم تقف على قبره دون أن أتت إلى سلاحه ولحقت الجيش من غير أن تعلم خالدًا بذلك وقالت : على أي باب قتل زوجي فقيل لها : على باب توما والذي قتله هو صهر الملك قال فسارت إلى أصحاب شرحبيل بن حسنة فاختلطت بهم وقاتلت مع الناس قتالًا لم ير مثله وكانت أرمى الناس بالنبل وكان قد جعل لها قوس وكنانة .فلما رأى عدو الله الصليب مرميًا على الأرض صرخ بأصحابه صرخة هائلة ونظرت زوجة أبان بن سعيد إلى حملة عدو الله على شرحبيل . فقالت : من هذا قيل : هو صهر الملك وهو قاتل زوجك أبان بن سعيد فلما سمعت ذلك منهم حملت حملة منكرة إلى أن قاربته ورمته بنبلة وكان الروم أرهبوها فلم تلتفت إليهم دون أن حققت نبلتها على صاحبها وقالت : بسم الله وبركة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أطلقتها وكان عدو الله واصلًا إلى شرحبيل إذ جاءته النبلة فأصابت عينه اليمنى فسكنت النبلة فيها فتقهقر إلى ورائه صارخًا وهمت بأن ترميه بأخرى فتبادرت إليها الرجال واستتروا بالطوارق وتبادر إليها قوم من المسلمين يحامون عنها فلما أمنت من شر الأعداء أخذت ترمي بالنبل . ثم إنها رمت علجًا من الروم فأصابت صدره فسقط هاويًا إلى الأرض وكان عدو الله أول من تقهقر ذلك اليوم هاربًا من شدة حرارة النبلة وصرخ صرخة عظيمة إلى أن دخل الباب ونظر شرحبيل إلى ذلك فصرخ بأصحابه : يا ويلكم دونكم وكلب الروم احملوا على الكلاب عسى أن تحركوا عدو الله .
قال فحمل الناس على الروم إلى أن أوصلوهم إلى الباب فحماهم قومهم من أعلى الباب بالحجارة والنشاب ….ولنا من النساء العربيات المسلمات في الأزمنة المتأخرة نماذج عدة مثل الجزائرية جميلة بوحيرد والفلسطينية ليلى والعراقيات نماذج عدة وأخيرا وليس آخر الفلسطينية عهد التميمي .النساء العربيات والمسلمات يستمدن الشجاعة والإقدام من رجالهن ومن البيئة التي يعيشن فيها. وبعد أن عادت من الشام إلى المدينة. قال موسى بن طلحة بن عبيد الله: خطبها عمر بن الخطاب فرفضت قيل لها لماذا قالت: أن دخل دخل بباس وان خرج خرج بباس قد اذهله امر آخرته عن أمر دنياه، كانه ينظر إلى ربه بعينه.ثم خطبها الزبير بن العوام فابته، قيل لم لا، قالت : ليست لزوجه منه الا شارة في قراميلها، ثم خطبها علي بن ابي طالب، فابت فقال لها لم لا، فقالت: ليس لزوجه منه الا قضاء حاجته، ويقول كنت وكنت وكان وكان، ثم خطبها طلحة بن عبيد الله، فقالت: زوجي حقا .قالوا وكيف ذلك ؟ قالت: اني عارفه اخلاقه، ان دخل دخل ضاحكا، وان خرج خرج بساما، ان سالت اعطى وان سكت ابتدا وان عملت شكر، وان اذنبت غفر، فلما أن ابتنى بها قال علي بن أبي طالب: يا أبا محمد أن اذنت لي أن اكلم ام ابان، قال: كلمها، قال : فأخذ سجف الحجلة، قال السلام عليك يا غريرة نفسها .قالت: وعليك السلام، قال: خطيبك أمير المؤمنين وسيد المسلمين فابيته؟ قالت: كان ذلك، قال: وخطبك الزبير ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واحد حواريه فابيته؟ قالت: وقد كان ذلك، قال: وخطبتك انا، وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان ذلك، قال: أما والله لقد تزوجت احسننا وجها، وابذلنا كفا، يعطي هكذا وهكذا.
المصادر
الإصابة في تمييز الصحابة
سيرة ابن هشام
أسد الغابة
الإعلام
تاريخ الإسلام
حسن الصحابة
تهذيب ابن عساكر
مختصر تاريخ دمشق