بقلم: متولي بصل
في أجواء يلفها الظلام واليأس، تدور أحداث قصة “خيوط العنكبوت” للكاتب متولي بصل، لتروي حكاية أب يصارع المستحيل لاستعادة ابنه من براثن الموت.
وتبدأ القصة في “الليلة الموعودة” التي ينتظر فيها الأب بفارغ الصبر قدوم السجان لتنفيذ اتفاق سري لإنقاذ ابنه من السجن، لكنّ خيبة الأمل تنهال عليه عندما يظهر السجان ناكلاً بوعده، تاركاً الأب في بحر من الحزن والغضب.
ويُفاجئ السجان الأب بمعلومة مذهلة، مفادها أنّ ابنه لم يمت، وأنّ كل ما حدث كان مسرحية مُدبّرة لضمان هروبه. يرفض الأب تصديق ذلك في البداية، لكنّه يُبدي استعداده لتحرير السجان مقابل رؤية ابنه.
وفي الليلة التالية، يتوجه الأب برفقة السجان إلى مكان دفن ابنه، ليُصعق بوجود ابنه حياً بالفعل! يمتلئ قلبه بالسعادة والأمل، لكنّ فرحته لا تدوم طويلاً، حيث يكتشف أنّ السجان قد خدعه، وأنّ ابنه مات بالفعل، وأنّ كل ما حدث كان فخاً لإيقاعه.
في لحظة يأس وقهر، يُقدم الأب على فعل مروع، حيث يُقتل السجان ويُدفنه في نفس القبر الذي كان يُفترض أن يدفن فيه ابنه، تنتهي القصة بمشهد مأساوي يُجسّد عمق المعاناة والألم الذي عانى منه الأب، تاركاً للقارئ تساؤلات حول حدود اليأس والغضب التي قد تدفع الإنسان إلى مثل هذه التصرفات.