“حم -إيـونو “.. مهندس الهرم الكبير للملك خوفو

كتب/ بسام الشماع

من هو حم إيونو؟.. أغلب الظن إنه كان إبن الأمير “نفر- ماعت” وزوجته (أم حم-إيونو) المسماة “إيتيت”.و ربما يكون حفيد للملك “سنفرو” مؤسس الأسرة الرابعة و صاحب هرمي دهشور.و يعتقد علماء متحف رومر بهلديسهايم ان حم ايونو كان إبن أخو الملك خوفو.
كان له من الألقاب العديد، منها: المشرف على كل الأعمال الملكية (هذا هو اللقب الذي أكد إنه مهندس الهرم الأكبر)، ولقب إبن الملك من صلبه (من أكثر الألقاب تبجيلاً وتفخيماً للشخصية التي يخلع عليها وذلك لأنها تربط هذه الشخصية – في هذه الحالة “حم-إيونو” – بالملك برباط الدم والعائلة). هو أيضاً العمدة و الوزير والوريث الأمير الوراثي وحامل أختام الملك لمصر الدُنيا وحارس مدينة “نخن” وكاهن المعبودة القطة “باستت” وكاهن “شيسيمتيت” وكاهن كبش مدينة “ميندس” و حارس الثور الأبيض و والمشرف على الكتبة الملكيين والأكبر سناً في القصر (وهو لقب تبجيلي) وفم كل الناس في مدينة “بي” Pe و مدير العدل و الأعظم في الخمسة ل (بمعنى فى ..)منزل جحوتى (و هو المعبود الأسطورة الذي يسمى الأن تحوت) .
و من ألقابه أيضا لقب “قائد المغنيين (المنشدين) لمصر العليا والدُنيا. و الذي يحب سيده.
يتكون إسم حم- ايونو من مقطعين، الأول: حم بمعنى خادم، والثاني: إيونو بمعنى منطقة المطرية عين شمس (هليوبوليس القديمة ” أون”).
إذن لقد خدم هذا العبقري في مدينة ومعبد وإداريات العاصمة المكرسة لعبادة رب الشمس إبان الأسرة الرابعة – الدولة القديمة.
ورغم عدم معرفتنا الكاملة بالطرق المبهرة التي استخدمها المهندس “حم-إيونو” في بناء هرم الملك الذي كان يخدم في بلاطه الملكي، الملك “خنوم-خوفو” المشهور بـ “خوفو”، وذلك لعدم الكشف عن أية رسومات هندسية أو حسابات معمارية مرسومة على برديات أو شقافات أو جدران حتى الأن، إلا إننا على علم مؤكد إنه المسئول عن تخطيط و إدارة و تنظيم وضع أعداد كبيرة من الحجر الجيري في مبنى هرمي يصل ارتفاعه إلى حوالى ١٤٦ متر تقريبا ، وهو الذي خطط هندسياً وجيولوجياً لكي تتحمل الأرض الطبيعية بهضبة الجيزة ثقل و وزن يصل الى أقل من ٦ مليون طن بقليل، هو وزن الأحجار مختلفة الأوزان.
ناهيك عن الشكل المربع للقاعدة والاتجاهات الأربعة للهرم التي تتجه للاتجاهات الأصلية (الشمال، الشرق، الغرب، الجنوب) بنسبة صحة كبيرة و الهامش خطأ بسيط .
و من جوانب شخصيته العبقرية إنه استطاع بمهارة ودبلوماسية من ناحية وبحزم واحترام من ناحية أخرى أن يقود ويوجه آلاف العمال المقدرين (أي ليسوا عبيد) .
العمال المسئولين عن هذا الأداء المميز المتفرد الذي أفرز العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبعة القديمة لم يكونوا عبيد.
السوط لا يفرز هرما.
الكرباج لا ينتج عبقرية معمارية استحالت على مهندسي العصور الحديثة بكل تكنولوجياتها و إمكانياتها الهائلة.
إنه هرم خوفو يا سادة الذي أطلق عليه :”هندسة المستحيل”.
Engineering the impossible

تم الكشف عن تمثاله الوحيد (حتى الآن) داخل مقبرته التى كانت قد شيدت على شكل مصطبة بالجيزة فى مكان لا يبعد عن هرم خوفو كثيرا بالجبانة الغربية و يطلق علي المقبرة: “ج ٤٠٠٠”.و قد وجد فى سرداب خلف النيش الشمالى.التمثال يزن أكثر من طن.و قد أكتشف فى حجرة أعلى من مستوى الارض تسمى سرداب. موقع التمثال كان فى الأصل موجود خلف باب وهمى فى المقبرة.
اكتشفه الألمانى
Hermann Junker
(١٨٧٧-١٩٦٢)
للأسف تم سرقة المقبرة فى عصر الإحتلال الروماني لمصر.
التمثال منحوت من الحجر الجيري الأبيض، من قطعة واحدة من الحجر .
يصل ارتفاعه (التمثال يظهر “حم-إيونو” وهو جالس) إلى ١٥٥،٥ سم.
تم هذا الكشف الهام عام ١٩١٢ ميلادياً.
و للأسف الشديد وجد التمثال طريقه إلى ألمانيا – بطريقة تتصف بالمكر و الخبث و اللا شرعية – حيث يقبع الآن رغم عنا داخل متحف
Roemer und Pelizaeus museum

بمدينة “هيلديسهايم” Hildesheim
التي تقع على بعد حوالى ٣٠ كم جنوب مدينة “هانوفر” غرب برلين بألمانيا.

التمثال الوحيد لحم _ إيونو

حم -إيـونو له تمثال واحد فقط معروف في العالم و مكتشف حتى الآن و هو ما يجعله هام جدا.
لا يحتوي التمثال على بهرجة فنية أو أي استعراض للألوان الزاهية أو الملابس المزركشة و محاكاة المجوهرات المبهرة، على النقيض، التمثال منحوت بشكل بسيط بأسلوب السهل الممتنع، يرتدي تنورة أو نقبة قصيرة فقط.
تم نحت نص هيروغليفي على قاعدة التمثال بجانب قدميه يؤصل لـ حم-إيونو.
يظهر من التماثل أن صاحبه كان زائد في الوزن بعض الشئ وربما كان يعاني من Gynaecomastia أي تضخم أو زيادة في حجم الصدر الذكوري.و لكن أيضا هناك احتمال ان هذا الوزن الزائد الظاهر هنا هو رمز و دليل و إشارة رمزية إلى القوة و الثراء و ليس الوزن الزائد في الجسم الحقيقى الواقعي لصاحب التمثال.لا نستطيع التأكد من شكل حم ايونو الطبيعى و الحقيقي عن طريقان من تمثاله هذا.
عرض التمثال يصل إلى ٦١ و نصف سنتيمتر .أما عمقه فيصل إلى ١٠٤,٧ سنتيمتر.
أو ببساطة كان الرجل زائد بعض الشئ في الوزن.
إذاً كان “إيمحتب” هو أبو الهندسة المعمارية ومبتكر علم التشييد الحجري فمن الممكن أن نعتبر “حم-إايونو” هو قمة العبقرية الهندسية.
مازال العالم بكل تطور أدواته وتكنولوجية آلياته يقف مشدوهاً، منبهراً بل وعاجزاً عن فك طلاسم هندسة الهرم الأكبر:

و لكن للاسف هو معروض بمتحف بألمانيا. ويشهد تمثاله بمنزلة حم إيونو الرفيعة وأطالب باسترداده في حملة اقوم بها لاسترداده.

حملتي لاسترداد تمثال حم _إيونو

الغرض و الهدف من الحملة :
إحياء حملتي القديمة و إقناع الألمان بارجاعه.
و تقوية و تعضيد وزارة الآثار في المطالبة به لأهميته.
إسم مهندس الهرم الأكبر العبقري هو “حم-إيونو”. و هذا الرجل هو المصري القديم الأصيل الذي يجب أن نفتخر به جميعا، لأنه واحد من الإثباتات الهامة و القوية لعبقرية الهندسة والمعمار وعلم التشييد وفن البناء المصري.
أنا أحاول عبر هذه الحملة استرجاع التمثال من ألمانيا عن طريق حملة بدأت على الشبكة العنكبوتية انترنت والفيس بوك ثم تطورت إلى عدد من المحاضرات والندوات والبرامج الإعلامية لتعريف شعب مصر الكريم على “حم-إيونو”.
شارك العديد من الشباب و الكبار في هذه الحملة.
ارجو ان نسترجع “حم-إيونو” لكي نضعه في متحف بجانب هرمه الأكبر الذي صممه للملك خوفو.

بسام رضوان الشماع
المؤرخ و المحاضر الدولي و مرشد سياحى و عضو اتحاد الكتاب المصري