منوعات
معلومة فيزيائية جوية على الماشي
كتب / احمد الطيب
هل يمكن أن يعبر إعصار من نصف الكرة الشمالي إلى نصف الكرة الجنوبي؟
الأعاصير هي واحدة من أعنف الظواهر الجوية على كوكب الأرض، وتتميز برياحها الشديدة التي تدور حول مركز ضغط منخفض. أحد الأسئلة المثيرة للاهتمام هو: هل يمكن لإعصار أن ينتقل من نصف الكرة الشمالي إلى الجنوبي أو العكس؟ إذا حدث ذلك، فهل يتغير اتجاه دوران الإعصار؟
تغير اتجاه دوران الإعصار
إذا كان هناك إعصار في نصف الكرة الجنوبي، حيث يدور مع اتجاه عقارب الساعة، وحاول الانتقال إلى نصف الكرة الشمالي، فإن تأثير كوريوليس سيتسبب في تغيير اتجاه دورانه ليصبح عكس اتجاه عقارب الساعة. هذا التغير في الاتجاه يحدث بسبب تغير قوة كوريوليس التي تؤثر على حركة الهواء في كل نصف من الكرة الأرضية. ومع ذلك، الأعاصير لا يمكنها في الواقع عبور خط الاستواء بسهولة، ولهذا السبب فإن عملية تغيير الاتجاه لا تحدث في الطبيعة.
تأثير كوريوليس
تأثير كوريوليس هو القوة الناتجة عن دوران الأرض، والتي تتسبب في انحراف حركة الهواء والمياه بشكل دائري. هذا التأثير هو الذي يجعل الأعاصير تدور في اتجاهات مختلفة في نصفي الكرة الأرضية. في نصف الكرة الشمالي، تدور الأعاصير عكس اتجاه عقارب الساعة، أما في نصف الكرة الجنوبي، فتدور مع اتجاه عقارب الساعة. هذه الاختلافات ناتجة عن اختلاف تأثير كوريوليس في كلا النصفين.
لماذا لا تعبر الأعاصير خط الاستواء؟
عند الاقتراب من خط الاستواء، يصبح تأثير كوريوليس ضعيفًا للغاية، لدرجة أنه غير قادر على إنتاج الدوران اللازم لتكوين الأعاصير أو الحفاظ عليها. الأعاصير تعتمد بشكل كبير على هذا التأثير لتستمر في الدوران، وبالتالي، إذا حاول إعصار أن يعبر خط الاستواء، فإن تأثير كوريوليس سيضعف تدريجيًا، مما يؤدي إلى تلاشي قوة الإعصار وتفككه.
بمعنى آخر، الأعاصير لا تستطيع الانتقال من نصف الكرة الشمالي إلى الجنوبي أو العكس بسبب فقدانها للتوازن الديناميكي الذي يوفره تأثير كوريوليس. بدون هذا التوازن، ينهار الإعصار قبل أن يتمكن من اجتياز خط الاستواء.
ماذا يحدث لو حاول إعصار العبور؟
في الحالات النادرة التي قد يقترب فيها إعصار من خط الاستواء، غالبًا ما يفقد قوته بسرعة كبيرة. الأعاصير تحتاج إلى التوازن بين الرياح وتأثير كوريوليس لتبقى نشطة، وهذا التوازن يصبح مستحيلًا تقريبًا عند خط الاستواء. لهذا السبب، حتى لو اقترب إعصار من هذه المنطقة، فإنه يضعف ويختفي قبل أن يتمكن من العبور إلى النصف الآخر من الكرة الأرضية.
الخلاصة
من الناحية العلمية، من المستحيل تقريبًا أن يعبر إعصار من نصف الكرة الشمالي إلى الجنوبي أو العكس. تأثير كوريوليس هو العامل الحاسم في تحديد اتجاه دوران الأعاصير واستمراريتها. وعند خط الاستواء، يصبح هذا التأثير ضعيفًا للغاية، مما يؤدي إلى تفكك الإعصار وفقدانه لقوته. لذا، تبقى الأعاصير دائمًا في نفس النصف من الكرة الأرضية الذي تشكلت فيه.