التحركات المصرية من أجل غزة 

كتب: حسن علي حسن

في هذا الوقت العصيب، تخوض مصر بمفردها معركة سياسية ودبلوماسية في غاية الصعوبة والتعقيد على كافة الأصعدة، بعد أن تركها الأشقاء في وجه المدفع.

تواجه مصير قضية وجود وقضية كرامة وطن بأكمله، وتخلوا عن دورهم في نصرة القضية الفلسطينية وأهل غزة الذين يبادون على مدار عام ونصف العام، دون أن يحرك ذلك ساكنًا لديهم، أو لأي من دول العالم سواء المسلمين أو غير المسلمين.

واكتفوا فقط ببعض الاحتجاجات الشعبية والكلامية في المؤتمرات الجماهيرية، وأمام شاشات التلفاز، وعبارات التنديد التي لا طائل منها.

في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل بقتل شعب أعزل بدم بارد، وحصاره جوعًا وعطشًا، لم يبقَ على الساحة الآن غير التحركات المصرية المستمرة على كافة المستويات.

بعد التهديدات التي أطلقها هذا المتغطرس ترامب، وهدد فيها شعب غزة أمام العالم أجمع بمحوه من الوجود إذا لم يترك أرضه ويخرج من بلده ووطنه، ورغم أن غالبية دول العالم التزمت الصمت حيال تلك التهديدات، اكتفت بعض الدول بتصريحات متلفزة ترفض فيها هذا المقترح.

تحملت مصر القضية برمتها، وتصدت بكل شجاعة لتهديدات رئيس أكبر دولة في العالم، والذي ما زال يدلي بالتصريحات المستفزة للعالم أجمع دون رادع، وهو يتحصن بترسانة الأسلحة التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية، وهيمنتها على العالم، وفرض السيطرة على الدول الصغيرة.

برغم ما تمر به مصر من أزمات اقتصادية، وأضرار وخسائر جسيمة لقناة السويس جراء الصراع الأمريكي اليمني في البحر الأحمر، إلا أن هذه المعوقات لم تثنِ مصر – قيادة وشعبًا – عن أن تقوم بدورها الهام في نصرة الأشقاء في غزة، بعد أن تقطعت بهم السبل، وتخلى عنهم الجميع، ولم يبقَ لهم بعد الله عز وجل إلا مصر، الحصن الحصين لهذه الأمة المنكوبة.

بعد تكالب التتار الجدد عليها، وسقوط الأقنعة من بعض الأشقاء الذين لم تشفع عندهم صرخات الأطفال والنساء من أهل غزة، فراحوا يلتمسون الأعذار للعدو فيما يفعله من جرائم ضد الإنسانية، بل ومنهم من يشارك العدو في ظلمه وبطشه بطريق غير مباشر، فالله الأمر من قبل ومن بعد.